قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 31 آب/أغسطس 2022 09:29

البشرية الحائرة.. أين المخرج؟

كتبه  الأستاذ محمد باباعمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنَّ أصدق وصف يليق بحال البشرية اليومَ هو وصف “الحيرة”؛ إذ بعدما عرفت قرونا من “الوهم”و”الغرور”و”الادعاء”، و جرَّبت شتى “النظريات”، و”الأيديولوجيات”، و”الفلسفات”، تيقَّنت أنها تسير مهرولةً نحو حتفها، و تستعجل عنوةً خرابها و دمارها؛ و تأكَّدت أن لا شيء من محاولاتها البائسة يستطيع اجتثاتها من براثن الشقاء و الهلاك و الدمار.

فما كان من العقلاء اليوم إلاَّ أن دقُّوا ناقوس الخطر، و ألقَوْا بالمنشفة البيضاء على أرض الحلبة، معلنين أنهم في “حيرة”، و أنهم ينتظرون مَن يُنقذهم، و يُخرجهم من حالهم إلى حالٍ أفضل و أحسن، و أكثر طمأنينة و يقينًا… و لكنَّهم للأسف لم يُسلِموا قيادهم “للوحي”، و لم يعترفوا بالإمارة و القيادة و الهداية “للأنبياء”… و على رأس الأنبياء جميعِهم خيرُ الخلق محمدٌ عليه السلام.

السراج المنير و”سحق الأنا”

ألا ما أشبه حيرتهم هذه بحيرة قريش أوان كان سيد الأنام في “غار حراء”، يُصنع على أعين الله تعالى، و يربَّى في صفوف مدرسة “عشق الإله، و عشق الحقيقة”؛ هنالك تعلَّم كيف “ينكر ذاته”، و كيف “يسحق أناه”؛ ليحمل همَّ “البشرية الحائرة”فردًا فردًا، بلا استثناء، في جميع الأزمنة و الأمكنة، و لا يزال، إلى أن يُبعث يوم الحشر، فداه أمِّي و أبي، و هو ينادي بأعلى صوته: “أمَّتي أمَّتي”.

فشل الأيديولوجيات

إن جميع “الأيديولوجيات”قد جُرِّبت، و لعدَّة قرون خلت، فما أورثت البشريةَ إلاَّ شقاءً و جحيمًا، و لم ينجُ من لظاها الشرقُ و لا الغرب، الأغنياءُ و لا الفقراء، المستعمِرون و لا المستعمَرون؛ جميعُهم كان ضحيةً بشكل أو آخر لتلك “الأيديولوجيات”.

مِن أين المخرج؟!

تقف البشريةُ اليومَ، بشقيها الغربيِّ و الشرقيِّ على السواء، أمام العديد من الخيارات:

إمَّا أن تواصل الكدح في حيرتها قرونا أخرى،

أو تبحث عن جواب (أو أجوبة جديدة) ضالَّة مضلَّة،

أو تهتدي إلى معنى “المعقولية”، و”الحقِّ”، و”الصواب”… و هو المأمول بحول الله تعالى.

يقول الأستاذ محمد فتح الله كولن، في مقالة “رسالة الإحياء”، من كتاب “ونحن نبني حضارتنا”: “إنَّ أمَّتنا أوَّلا و بالذات، ثم الإنسانيةَ جمعاء، بحاجة ماسَّة إلى فكر سامٍ يقوِّي إراداتنا، و يشحذ هممنا، و ينوِّر أعيننا، و يبعث الأمل في قلوبنا، و لا يعرِّضنا للخيبة مرَّة أخرى. أجل، نحن بحاجة شديدة إلى أفكارٍ و غايات و أهداف سامية، ليس فيها فجواتٌ عقلية أو منطقية أو عاطفية، و تكون منغلقةً أمام السلبيات التي وسمت البشريةَ أوان حيرتها، و صالحةً للتطبيق كلَّما سمحت الظروف”.

إذن، فالأسباب متوفِّرة، لأن تهتدي البشرية إلى الصراط المستقيم. لكنَّ السؤال الجدير هو: هل ستتشكَّل هذه الظروف وحدها، بلا جهد و لا اجتهاد و لا جهاد؟!

هنا يأتي دور العلم و دور العالِم على إثر السراج النبويِّ، بدلالاتٍ و مراحل، هي نفسها دلالات و مراحل ما بعد “غار حراء”.

العلم: قال تعالى: “اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ” (العَلَق:1).

الخلُق: قال تعالى: “وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” (القَلَم:4).

الدعوةُ (أي قيام النهار)قال تعالى: “يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ”(الْمُدَّثِّر:1-2).

التبتل (أي قيام الليل)قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً”(الْمُزَّمِّل:1-2).

الضرب في الأرض، و الجهاد في سبيل الله قال تعالى: “وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَ آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ” (الْمُزَّمِّل:20).

أمَّا ذكرُ الله تعالى، و تلاوة كتابه الحكيم، فملازمٌ لكلِّ المراحل، و ذلك بموجب ما ورد في جميع الآيات و السور، و باستقصاء سيرة النبيِّ الكريم، عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم.

فالسراج النبويُّ إذن، قام على هذه الركائز، و عمادُها جميعا: “الإيمان بالله”، و”اليقين في الله”، و”صبغة الله”…

فكلُّ عالِم، مهما كان تخصُّصُه، و منصبه، و مسؤولياته، و مستواه، و مكانته… وجب عليه أن يتحرك على إيقاع هذه المعاني، و أن لا يحيد عنها قيد أنملة، و إلاَّ كان وبالا على البشرية، و زادها شقاء إلى شقائها، و حيرة إلى حيرتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: من كتاب “أرباب المستوى”

الرابط : https://nesemat.com/13490/

قراءة 539 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 آب/أغسطس 2022 09:52
المزيد في هذه الفئة : « "غريزة" "مهلبية" »

أضف تعليق


كود امني
تحديث