قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 04 آذار/مارس 2023 07:12

!كورونا، الرأسمالية، و الصعود على آلام الإنسان

كتبه  الأستاذ إسماعيل عرفة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

فقدان للوظائف، إفلاس للشركات، انهيار في البورصات، ركود في الاقتصاد.

ذعر يتسلل بين شعوب العالم، و دعوات باقتحام للمحلات في إيطاليا، و شجارات و قتلى في أمريكا على ذهب كورونا: ورق المراحيض، يصارع الناس بعضهم في المحلات و المتاجر و يتقاتلون للحصول على عبوة من المناديل.

مدخرات الناس تُستنزف، وظائف أصحاب الأعمال تُفقد، الأعمال الناشئة تعلن إفلاسها: الجميع معرض للانهيار الاقتصادي.

لكن كان هناك رابح وحيد: الأثرياء و الشركات الرأسمالية الكبرى، لماذا أودت أزمة كورونا بوظيفة 30 مليون موظف أمريكي إلى الانتهاء في الوقت الذي أضيفت فيه 308 مليار دولار إلى أرصدة الأثرياء في الولايات المتحدة وحدها ؟! 

كيف تنظر الرأسمالية إلى الكوارث الإنسانية؟ و كيف تستثمر فيها لتجني منها أرباحًا تفوق خسائرها؟

  1. عالم من التوحش..

شعور من الهلع اعترى الأوروبيين.

و مشاهد لم نكن نتصورها ظهرت على أرض واقعنا.

في بريطانيا تضاعف عدد حالات القتلى بسبب العنف المنزلي خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لحظر التجول.

و في أمريكا  الناس لا تهرول إلا للنجاة، و أصحاب الأعمال لا يسعون إلا للربح.

غابت معاني التضامن و التكافل و المؤاخاة و ساد منطق البربرية و التربح و لو على حساب كل شيء.

فملاك العقارات في أمريكا يستغلون قعود السيدات عن العمل و إفلاسهن و يطلبون خدمات جنسية من المستأجرات مقابل استمرار سكنهن في الشقق و العقارات.

أما في كندا، فقد قامت 500 مزرعة بسكب 5 مليون لترًا من اللبن أسبوعيًا على الأرض حتى تحافظ على ثبات سعر اللبن في الأسواق، في الوقت الذي يموت فيه 9 ملايين شخص سنويًا من الجوع.

و نفس الأمر تكرره مزارع الولايات المتحدة للحفاظ على سعر السوق أيضًا، و يبلغ إجمالي الكميات المهدرة من البيض مثلًا للمزرعة الواحدة: 750 ألف بيضة أسبوعيًا.

ربما لم يسمع أحدهم عن وسيلة أفضل للحفاظ على الأسعار، مع عدم هدر هذه الكمية الهائلة بل الانتفاع منها و تحصيل فائدة عظيمة منها، و هي نظام الوقف الإسلامي.

فالمسلمون على مر تاريخهم إذا كان يحصل لديهم اكتفاء ذاتي من مخزونهم فإنهم يلجؤون إلى حبس المزارع عن بيعها أو توريثها و توزيع إنتاجها على الفقراء و أصحاب الحاجة.

فقد أنشؤوا أوقافًا للألبان يشرب منها المارة إذا شعروا بالعطش.

كما أنشؤوا أوقافًا للفنادق و الاستراحات للمسافرين.

و حتى للكلاب الضالة التي لا تجد لقمتها وزعوا عليها فائض إنتاجهم، حتى لا يلقوا بالطعام على الأرض هدرًا دون فائدة.

إنها معاني التعاطف و التكافل الاجتماعي المبثوثة في ثنايا الشريعة الإسلامية، المعاني التي غابت عن الحضارة الغربية و لا تجد لها مكانًا في العالم المادي الفرداني، إنها المعاني التي أيقظتها العقيدة الإسلامية صاحبة الفضل في تكوين تلك المشاعر السامية التي تنبَّهت لتلك الدقائق، في كلِّ زاوية من زوايا المجتمع، و كلِّ منحى من مناحي الحياة.

  1. نموت و يحيا الدولار..

الحفاظ على صحتنا هو أهم هدف، و إبعاد أنفسنا عن الخطر هو واجب المرحلة الحالية.

أليس كذلك؟

ليس بالنسبة للنظام الرأسمالي.

فحياة الإنسان لا تساوي شيئًا أمام استمرار تدفق الدولارات إلى جيوب الأثرياء.

أو كما صرح عمدة تكساس: “لقد ضحى أجدادنا بحياتهم من أجل الاقتصاد، و حان الوقت لنفعل مثلهم”.

نموت إذن و يحيا الدولار، هكذا ينادي ترامب و إلى هذا تدعو الرأسمالية.

كتب الصحفي البريطاني Jeremy Warner مقالًا ذكر فيه أن موت كبار السن يمثل فرصة ذهبية لتخفيف مصروفات الدولة التي أثقلتها التأمينات الصحية و المعاشات للمسنين.

كما أن الدكتورة الاسكتلندية والمسؤولة الحكومية السابقة June Andrews صرحت بأن الفيروس (مفيد) في (قتل) كبار السن الذي يشغلون أسرة العناية المركزة.

و منذ زمن طويل تم تغيير بروتوكولات العناية المركزة في كثير من المستشفيات الإيطالية لتقدّم صغار السن على كبار السن و تعتبر المسنين مواطنين من الدرجة الثانية.

ما الذي يحدث للبشرية؟

ما هذا التوحش الذي نعيشه؟!

إن أخلاقيات الربح مستعدة إلى قتل “غير المفيدين اقتصاديًا” في سبيل استمرار تدفق الأموال إلى أصحاب الثروات.

لماذا تحولت نغمة وسائل الإعلام من: (الوباء سيصيب كبار السن فقط)، إلى: (من الجيد أن الوباء سيصيب كبار السن فقط) ؟!

هذا النظام ينظر إلى المسنين و كبار السن و العجزة كمجرد مستهلكين لا ينتجون شيئًا في النظام الاقتصادي، فلا ضير من التخلص من هذه “الزيادات” أو إلقائها و التخلص منها بسهولة.

ما الفرق إذن بين تضحية النظام الرأسمالي بكبار السن و العجزة من أجل دوران عجلة الأرباح، و بين تضحية النازيين بالضعفاء و العجزة لصالح نقاء الجنس الآري؟!

و ما الفرق بين إجراء النازيين للتجارب السريرية على العرقيات غير الآرية، و بين اقتراح رئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى كوشين في باريس الذي يقول بإجراء التجارب الخاصة بفيروس كورونا في القارة الأفريقية و استخدام الأفارقة كفئران تجارب؟

كيف ضلت البشرية إلى هذا الحد بعدما زعمت أنها بلغت قمة التنوير الحضاري؟

و ما هو مدى القاع الذي أودته إلينا الحياة الرأسمالية؟!

و أين هذا كله من الفقه الإسلامي الذي يحفظ حياة النفوس و يراعي مقاصد الحياة البشرية الكريمة؟

إن منظومة الفقه الإسلامي تعلي من شأن الحياة الإنسانية و ترفع قيمتها إلى أعلى المستويات الممكنة.

فحفظ النفس هو مقصد مقدس من مقاصد الشريعة الذي يتساوى فيه الكبير و الصغير و العالم و العامي و الرجل و المرأة.

هذه هي محاسن الشريعة الغراء.

الشريعة التي حلت الاستبداد و الرأسمالية محلها، ففقد العالم بسببها كثيرًا، فماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟

صار عالمًا يتقاتل من أجل الربح، و يضحي بأرواح البشر مقابل حفنة من الأموال.

عالم يموت فيه الفقير لصالح الغني، و يُلقى فيه الضعيف في الشوارع من أجل بقاء القوي.

إنه عالم الرأسمالية.

حيث الدولار هو الإله، و الربح هو الشريعة.

الرابط : https://rawasekh.com/%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%8c-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%85%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9%d8%8c-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a2%d9%84%d8%a7%d9%85/

قراءة 393 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 آذار/مارس 2023 07:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث