قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 04 آذار/مارس 2023 07:18

الغ عقلك.. درم أظافرك ثم اقرأني هنا!

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يومًا أعودُ و أدفع الفكرة ضدّ مجرى الزمان، و أبلغُ بدء الوجودِ، و أوّل حيٍّ صغيرٍ من الكائنات.. وعي نفس و اعتراء قلق.
إن ما بداخلي الآن يشبه ما تبقى في كوب قهوة، دائرة سوداء ثقيلة، لحن عصي بقي على مسرح انتهى حفله، و أصبح ذكريات!
قول الأشياء التي تنبعث فجأة بعد خمودها، و تشعر بها في حال لحظتها، ثم لا تعرف كيف تعبر عنها و متى؟ بل تحاول كبتها أو قمعها... نحن لا نملك سوى هذه اللحظة و هي نعمة و بركة من الله، هي كل الوجود...
أمور تافهة تشبه إلى حد ما خربشات رسام لا يعي ما يرسم، بينما يثق باحتمال بما هو أكبر من مجرد خربشات، و ما هو أقسى من هذا يشبه احتمال محارب كثيراً ما ألقى نفسه في الوغى، و حينما ألقى سلاحه، و همّ بخلع بزة المحاربين التي طالما حارب بها وجد يده تنشب في أحد الأكمام ليسقط صريع ذلك الحمل!

سقط يبكي ثائراً غاضباً كما لو أن هذا التعرقل البسيط يهد ما بناه، و ينغص  كيانه دفعة واحدة أعجزت من هم أقوى !
ينتشلنا السفر من دوّاماتنا الصغيرة، يشرع نوافذ نبصر منها اتساع العالم، يُذكّرنا أننا جزء لا متناهي الضآلة في كتلته اللامتناهية الضخامة، يدعونا ألا نهرق بغباء عمراً ثميناً يتلاشى بسرعة محزنة مع دوران الكرة العملاقة، في أقلّ من برهة من عمر الكون السرمدي.. ثم يأت صوت خفي: لا تبحث كثيراً، ففي النهاية، ستجد أن ما تبحث عنه موجود في داخلك، جنّتنا الأرضية داخلنا، و لكننا في سعينا المحموم لا نرى الأقرب، و عيوننا دائماً معلّقة بالمدى البعيد!!
حين تضيق بنا الدروب... و تختنق الحنجرة بالكلمات... يبتلع الخواء كل شيء... تتساوى الأشياء جميعاً، تكتسب كلّها لوناً واحداً... حينها... منتهى الوحدة أن نعتصر أذهاننا لنتذكّر شخصاً واحداً... واحد فقط... يمكننا أن نلجأ إليه... نبكي على كتفه... دون أن يسألنا لماذا... نهذي طويلاً دون أن يقاطعنا... نلمس صدق أحزاننا في عيونه... نبلسم عذاباتنا بهمساته!!
"يستطيع الإنسان أن يحترق و هو جالس إلى جوارك دون أن تلحظ.. في الشارع أو على المقهى، في بيته بين أعداءه أو أحبّته، و لا يترك ذرة رماد على المقعد.. تلك هي أزمة الإنسان منذ أدرك كم لهذه المخابئ في جوفه أن تَتسَع"
كنت قد بلغت من العمر ما لا يمكن معه أن أؤمن بإمكانية الهرب. لكنني عثرت حينها على وهم قديم، وهم العودة، ليس من أجل البحث عن شيء جديد، بل من أجل البحث عن مرسى معلوم، لأنه ليس ثمة فرق بين الرحيل إلى ما هو جديد و بين العودة. لأنك في نهاية الرحلة تكون دوماً أنت ذاتك، تنتظر بوجهك ذاته، بحملك ذاته، بأسئلتك ذاتها، الشيء الوحيد الذي يتغير هو أنه بعد كل رحلة تكون أكبر سناً و اقل اهتماما!!
أتأبط الكلام كرجل عجوز يتأبط طاولة في مقهى، و المقهى مزدحم.. عجبا لا يوجد طاولة و لا رفاق.. ها أنا الآن منهك مجدداً، حتى أنني عاجز عن النوم رغم شدة التعب، تدور في رأسي ألف فكرة، حتى ليخيل إلي أن العالم الذي في رأسي أكبر من العالم الذي رأسي فيه.. وحيد رغم كل هذا الزحام حولي، كلهم يرون صلابتي.. تلك القشرة السميكة التي أغلف بها نفسي من الخارج، كثمرة الجوز صلبة جدا من الخارج، و لكنها من الداخل هشة، لا أحد منهم يرى هذه الهشاشة التي أنا فيها، كلهم يرون ابتسامتي تلك التي تعلو محياي دوماً، و لا أحد يعلم منهم أني أنتظر أتنفرد بنفسي لأبكي، كلهم يستندون علي، هكذا عودتهم أنا ، أن أكون كتفهم و عكازهم ، و لكن كيف أخبرهم ، أن حتى الأقوياء تجتاحهم لحظات ضعف ، و يحتاجون من يسندهم أيضاً ؟ لكني لا أجرؤ أن أبوح بضعفي، لا يمكن للشجرة أن تقول: أريد أن أستلقي قليلا لقد تعبت من الوقوف .
نظرت في مرآتي فوجدت وجهي ناقصا.. أنا لم أعد أنا!
أحاول أن اهرب من تلافيف أفكاري، فأقبع فيها دون إرادة مني.. لم أشأ لنفسي ذلك.. إنني أحاول دائما أن أهرب منها و أكون متسعاً كبيراً من الانشغال الذي يمضغ الوقت و يلوك الساعات بلا فائدة مرجوة!!
تدريم الأظافر أو تقطيع الشفاه، لا فرق فكلاهما مؤلم، عندما تعشقك الأفكار المرهقة العميقة أكثر من أي شيء آخر.. كلماتي مطر يدق نوافذ عتمتي.. تنشب إظفارها في زجاج نوافذي.. تطاردني.. أيها المطر.. ضمني إلى عباءتك لأصغي إلى تراتيل النجوم و تلاوة السحر.. و لا تدعني إلى صدري المثقل بالشجن!!
إننا نحيط أنفسنا بدرع حديدي.. بقفص وهمي من المعتقدات و العقد المعقدة المعلبة... لكنه مجرد درع.. و هو لا يتمسك بنا، بل نحن الذين نتمسك به.. و حالما نصبح واعيين له سيذوب حالا.. سيموت بمجرد أن نتخلى عنه؟!
التفكير في الأساس ليس سوى فيض داخلي، قد يتحول الى حروف و كلمات في حالة الكتابة، و قد يتحول إلى أصوات في حالة الكلام، لكن عندها قد يتحول إلى هذيان جنوني.. نعم جنوني يشبه تدريم الأظافر!!

قراءة 387 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 آذار/مارس 2023 07:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث