قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 11 آذار/مارس 2023 11:54

"شوكولا"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
لم تكن سوى قطعة شوكولا، رخو قوامها، حلو مذاقها، ضعيفة حوافها، متعرجة ثناياها، مثل مدماك آيل للسقوط، هكذا هي الحياة؟!
الأفعال تؤخذ بظاهرها، أما الأقوال يمكن تأويلها كيفما اشتهينا، و الحقيقة كذلك دوما تترجم كما هي، أشد قبحا في نظر البعض عندما تتعرى، فيصبح الجنون عاقلا، و الموج هادئا؟!
يوما بعد يوم، أخذ يتملكني ظمأ جارف منغص إلى الحياة العادية التافهة بلا هدف، كنت أريد هدوء النفس، و الصحة، و الهواء النقي، و الشبع من قطعة شوكولا، لا أود أن أكون حالمًا، فالحالم لا يعرف ما الذي يريده بالضبط.
متى ندرك أن مشروع الحياة مجرد حلم، واقع و تهديد، ترغيب و ترهيب، بداية و نهاية أو بالأحرى بداية جديدة لا فناء فيها؟
حياتنا عامرة بالتفاهات، و نسينا أننا نمتلك القدرة على إقامة حياة كريمة، لكننا لا نحذر الوقوع في براثن الغواية و الضلال، و الانسياق وراء أفكار ضالة.
و بمناسبة الارتجال اليوم استمتعت بقطعة شوكولا داكنة ساحرة، و تذكرت اليوم الأول عندما تذوقت أول قطعة في طفولتي، كان الشعور كشتاء موسمي، أغمضت عينيّ، لم استمتع بالشوكولا بعينين مغمضتين منذ مدة طويلة، لم تمر كلمات و لا صور و لا ألوان، مذاق الشوكولا كان هو اللون و الصورة و الكلمة! لطالما أردت أن أمتلك حريتي؛ فالحرية إن لم يسندها عقل واع و إيمان قوي، هي مثل سفينة في بحر هائج كسر شراعها و فقد ربانها...؟!
إن اهم شعور يميز الانسان و من دونه يكون مسخاً هو الإحساس بكرامته الشخصية، بأنه محترم و محصن ضد الاهانات، كنت ضحية شعورين متناقضين في آن، أولهما انني لا أساوي شيئاً و ثانيهما انني امتلك موهبة كامنة في اعماقي كدرة لا تقدر بثمن، و كنت أستطيع ان أعيش الشعورين في وقت واحد و كان الزهو الذي يولده احساسي بموهبتي يتأبط احساسي بعدميتي و تهميشي في مجتمعي؟!
أوّاهُ! الحكاية لم تكتملْ، كقصيدةٍ لم تُنظمِ؟!
الألم يجعل الوقت طويل جداً، بل لا نهائيا؛ فبعض الاهداف العاطفية أكثر من لعبة اللاشعور نحن نفعل كل شيء رغبة منا في أن نفعل.. و ليس رغبة منا في أن ننكسر و نتحطم.
لم يبق عندي ما أرتديه سوى ورقة مرصعة بحروف و كلمات و أفكار لا تعني شيئا، تمرغها قطعة شوكولا ذابت كما الشمع.. أين أنا؟!
أيتوجب علينا أن نسمح للعواطف اللحظية التي تشكل ردة فعل على ممارساتنا التفاهة الوحشية أن تقودنا و تغير مجرى سلوكنا و تأخذنا بعيداً عن استراتيجية الحياة القويمة؟!
تضرب الحقائق وجه المرء أحياناً في لحظة لا يتوقعها أبداً...؛ فثمة أشياء لتُقال تحية لعصرنا.. ثمة في انقصاف الأشياء طعم طين يابس و آنية حديدية.
في قلب كل إنسان وحشة، غريب هو الرجل بلا شاطىء.. بلا هدف، و نفسه بحر لشرقه (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين الآية 4)، رمله ممزوج بالذهب، و أمواج شطآنه تتكون و تتهدم بإبداع خالقه.
هل أصبح الأمر كارثيًا أكثر من اللازم؟ لم يعد بوسعي التحمل، يقتلني الصداع داخليًا، كيف سأنجو من كارثة نفسي و أستمتع بقطعة الشوكولا تلك وعقلي تتلاطم فيه التساؤلات كأمواج بحر هادر: ماذا يريد الإنسان في هذه الحياة؟ أحيانًا لا يريد شيئًا من هذا العالم سوى أن يمنحه لحظاتٍ من الهدوء و السّكينة و السَلام، بعيدا عن كل ضجيج، يعقد فيها هُدنة مع الحياة، يتنفّس بعُمق، و يرتب ذاته، و يرتاح من الأثقال، لحظاتٍ من الصمت الطويل تقوده إلى الصوت الصادق في أعماقِه الذي ضَاع بين الزحام.. في حضرة قطعة من الشوكولا داكنة!

قراءة 385 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 آذار/مارس 2023 07:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث