قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 17 كانون2/يناير 2022 09:27

الضوابط الشرعية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي

كتبه  د. طه أحمد الزيدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعد مواقع التواصل الاجتماعي من الوسائل الحديثة التي أصبحت جزءاً من الحاجيات الأساسية في حياة الأفراد و لمختلف الفئات العمرية، نظراً لما تتميز به هذه الوسائل من خصائص تتجلى بسهولة استخدامها و توفرها في الأجهزة الحديثة و قلة تكلفتها و سرعة تداول المعلومات فيها و تنوعها من الكتابة إلى الصورة و حتى الفيديو، و من مميزاتها أيضاً حفظها لخصوصية المستخدم لها، إلى حد ما، و لانتشارها بين مختلف الأوساط مما جعل عدم استخدامها أمراً مستهجناً من الآخرين.

الضوابط الشرعية لاستخدام وسائل الإعلام الجديد:  نظراً للحرية التي تعطيها هذه الوسائل لمستخدمها و الفضاء المفتوح أمامه، و لضعف دور رقابة الدولة و كذلك الأسرة مما يجعلنا نعول بشكل أساسي على الوازع الديني الذاتي للمستخدم فهو خير رقيب لمن يختلي بهاتفه الذي يعد نافذة واسعة لعالم مفتوح فيه معلومات عن كل شيء، و من باب المسؤولية الشرعية نبين لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أهم الضوابط الشرعية المتعلقة بهذا الاستخدام، و هي: 

أولاً: استشعار مراقبة الله تعالى:  في حالة الضعف التي يمر بها الإنسان و في ظل غياب رقابة الأسرة أو رقابة السلطة القانونية، لا يعول على أمر كما يعول على الرقابة الإلهية على تصرفات الإنسان و سلوكياته، و قد أكدت النصوص الشرعية على ذلك، يقول الله تعالى: {وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4 لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ إلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} [الحديد: ٤، ٥]، و يحذر صلى الله عليه و سلم من استغلال غياب الرقابة في ارتكاب المحاذير الشرعية، فعَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم، أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُوراً»، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَ نَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَ مِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَ يَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَ لَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا»[1].

ثانياً: إخلاص النية: عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَ إِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»[2]. لذا على كل مسلم يتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي  أن تكون نيته قائمة على تسخيرها خدمة لدين الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و تواصلاً مع من طلب الشرع التواصل معهم تحقيقاً لصلة الأرحام أو النصح لكل مسلم، و تحقيق المصالح الدنيوية التي لا تتعارض مع الشريعة، و أما إن كانت ليطلع على النساء و فتنتهن و المحرمات الدنيوية و شهوتهن، فيكون آثماً أصاب ذلك أم لم يصبه إن كان المانع لعارض خارج عنه.

ثالثاً: الالتزام بالتوجيهات الشرعية: معيار التصفح لهذه المواقع هو الحلال و الحرام و كل ما يؤدي إليهما، فمثلاً الحرص على تصفح المواقع التي تضم الفوائد الشرعية أو العلوم النافعة التي تخدمك في تخصصك العلمي أو عملك، يقابله تجنب الدخول إلى المواقع التي تنشر الرذيلة و تعرض الفواحش صوراً و أفلاماً أو التي تسيء للإسلام و رموزه أو تدعو إلى الإلحاد و الكفر و الضلالات، و كذلك تجنب المواقع التي تعين على الوصول إلى مواد محرمة، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَ إِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَ بَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَ عِرْضِهِ، وَ مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَ إِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» [3].

رابعاً: الالتزام بمنظومة القيم الإسلامية: من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة و الأخلاق الرفيعة، من الصدق و الأمانة، و الابتعاد عن الألفاظ البذيئة و السب و اللعن، و التشهير بالآخرين و تتبع عوراتهم و أسرارهم الخاصة و تجنب الغيبة و النميمة، و تجنب كل ما يثير المشاحنة و البغضاء بين الناس و الجدال إلا بالتي هي أحسن، و إلا لزم السكوت، قال الله تعالى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ الإثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْـحَقِّ وَ أَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَ أَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٣]، و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَـحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: ٢١]، و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَ لَا اللَّعَّانِ وَ لَا الفَاحِشِ وَ لَا البَذِيءِ»[4]، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ اليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ»[5].

خامساً: احترام نعمة الوقت: إن الأصل في صناعة هذه الأجهزة و تصميم هذه المواقع أن تختزل الوقت و الجهد، و تجعلك تصل إلى المعلومة التي تريد بأقل وقت، و أن تتواصل مع من تريد من غير تكلفة و لا تضييع وقت، و لكننا للأسف نجد أكثر الذين يتعاملون مع هذه الوسائل يصرفون أوقاتهم و يضيعون هذه النعمة بالانكباب عليها الساعات الطوال، بل حتى في اللقاءات العامة و الخاصة نجد أكثرهم ينشغل بهذه الأجهزة عن جليسه الذي قد يشاركه في الانصراف إلى جهازه، و النبي صلى الله عليه و سلم يدعونا لاغتنام أوقاتنا و قَالَ لِرَجُلٍ وَ هُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَ صِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَ غِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَ فَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَ حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»[6]، و هو مما سيسأل عنه المسلم يوم القيامة؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَ عَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَ فِيمَ أَنْفَقَهُ، وَ عَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ» [7].  

سادساً: الحرص على أداء الطاعات: من خلال الملاحظة و الدراسة يتبين أن كثيراً من المولعين بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي و برامجه على هواتفهم ينشغلون عن أداء العبادات من الصلاة في وقتها أو صلاة الجماعة أو قراءة القرآن و الأوراد و الأذكار، حتى أنتجت مقاطع تجري حواراً تخيلياً بين القرآن و الهاتف مفاده هجر الأول و الانشغال بالثاني، و أذكر أنه في أحد الأسفار لأداء عبادة العمرة كان بعض الزملاء أول ما يستيقظ يبدأ بفتح الهاتف و الإجابة على بعض الرسائل، و ما إن تنتهي الصلاة إلا تناول هاتفه قبل الأذكار، بل وجدت بعضهم لا يستيقظ لأداء الصلاة فضلاً عن أدائها في المسجد بسبب سهرة مع هاتفه. و كثيراً ما ينشغل هؤلاء بالتواصل على هذه المواقع عن ذكر الله تعالى و الله سبحانه و تعالى يحذر من كل ما يشغل الإنسان عن أداء الطاعات في وقتها، يقول سبحانه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الآصَالِ 36 رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إقَامِ الصَلاةِ وَ إيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الأَبْصَارُ 37 لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 36 - 38]. و عن سَلْمَانُ الفارسي رضي الله عنه، قَالَ: «حَافِظُوا عَلَى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِنَّهُنَّ كَفَّارَاتٌ لِهَذِهِ الْجِرَاحَاتِ مَا لَمْ تُصِبِ الْمَقْتَلَةَ، فَإِذَا أَمْسَى النَّاسُ كَانُوا عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَ لَا عَلَيْهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَ لَا لَهُ، وَ مِنْهُمْ لَا لَهُ وَ لَا عَلَيْهِ، فَرَجُلٌ اغْتَنَمَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، وَ غَفْلَةَ النَّاسِ، فَقَامَ يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ فَذَلِكَ لَهُ وَ لَا عَلَيْهِ، وَ رَجُلٌ اغْتَنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ، وَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، فَرَكِبَ رَأْسَهُ فِي الْمَعَاصِي فَذَلِكَ عَلَيْهِ وَ لَا لَهُ، وَ رَجُلٌ صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ فَذَلِكَ لَا لَهُ وَ لَا عَلَيْهِ[8].

سابعاً: التثبت من المعلومة قبل إعادة نشرها: مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالمعلومات و الأخبار التي لا يعرف مصدرها، و لذا على المسلم المتصفح أن يكون حريصاً على عدم إعادة نشر المعلومة قبل أن يتثبت من صحتها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦]، و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ»[9]. و منه التحقق من دقة الآيات القرآنية، و مقبولية الأحاديث النبوية سنداً و متناً، و التوثق من العبارات المنسوبة للعلماء، و كل ذلك قبل أن يسارع بإعادة نشرها.  

ثامناً: الضوابط الشرعية للتواصل بين الجنسين عبر شبكات التواصل الاجتماعي: و يمكن إيجازها بوجوب أن يراعى فيها الضوابط المتعلقة باجتماع الجنسين بصورة مباشرة و أولها وجود المسوغ الشرعي للاتصال، و لذا فقد أفتى بعض العلماء المعاصرين بأن الأحكام الفقهية في المحادثة بين الجنسين في هذه الشبكات هي نفس الأحكام الفقهية السائدة في المحادثات التي تحدث بين الناس بصورة مباشرة، يحل فيها ما يحل في المحادثة المباشرة بين الناس و يحرم فيها ما يحرم في الحديث العادي بين الناس، و ذهب بعض العلماء المسلمين إلى عدم جواز المحادثة المباشرة بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين جوزها بعضهم الآخر عند الضرورة بشرط حضور أحد محارم المرأة أمام الحاسوب، ليطلع على ما يدور من حديث، و تجنب المزاح في الحديث و الابتعاد عن التميع، و على الجنسين الحذر من الوقوع في مزالق الشيطان في الاسترسال في الحديث[10]. و على الجنسين تجنب استخدام الصور الشخصية و تبادلها، و الاكتفاء بالمحادثة الكتابية، و في حالة الاضطرار إلى استخدام المحادثة الصوتية، بسبب عدم قدرة أحدهما على الكتابة، فعلى المرأة عدم الخضوع في القول امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلًا مَّعْروفًا} [الأحزاب: ٢٣]. و تجنب المحادثات بالصوت و الصورة مع الأجنبيات، قال الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 30، 31]، و يكون ذلك حتى مع القريبات أو بين النساء أنفسهن لاحتمالية تسرب هذه الصور من قبل الشركات المزودة لخدمة الإنترنت، و قد تعرضت كثير من النساء للابتزاز المالي و الجنسي بسبب ذلك و لجهلهن بالتعامل مع هذه الأجهزة.

[1] أخرجه ابن ماجه 2/1418، حديث رقم 4245، وصححه الألباني.

[2] أخرجه البخاري 1/ 6، حديث رقم 1، ومسلم 3/1515، حديث رقم 1907.

[3] أخرجه البخاري 3/53، حديث رقم 2051، ومسلم 3/1219، حديث رقم 1599.

[4] أخرجه الترمذي، 4/ 350، حديث رقم 1977، وصححه الألباني.

[5] أخرجه البخاري 8/ 11/ حديث رقم 6018، ومسلم 1/ 68، حديث رقم 47.

[6] أخرجه الحاكم 4/ 341، حديث رقم 7846، و قال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَ لَمْ يُخَرِّجَاهُ» ووافقه الذهبي.

[7] أخرجه الترمذي 4/612، حديث رقم 2416، و قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، و الرواية أخرجها البزار في مسنده، 4/ 266، حديث رقم 1435.

[8] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، 1/ 48، حديث رقم 148.

[9] أخرجه البخاري 8/ 100، حديث رقم 6477 ، و مسلم 4/ 2290، حديث رقم 2988.

[10] ينظر: ضوابط الدردشة على الإنترنت، عبد الله الفقيه، و فتوى الشات و المحادثة، مصطفى ديب البغا، و حكم تخاطب الجنسين على الإنترنت، محمد صالح المنجد، و حديث الجنسين على الإنترنت، أحمد الحجي الكردي، و ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت، سلمان العودة.

الرابط : https://ar.islamway.net/spotlight/1467/%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A

قراءة 2046 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2022 09:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث