قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 06 آذار/مارس 2022 09:43

المساواة و التمكين| كيف برّأت النسوية اليهودية "ليليث"؟ (10)

كتبه  الأستاذ محمود عبد الهادي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وجدت الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية في أسطورة "ليليث" ضالّتها، لتستند إليها في تعزيز أسسها الفكرية و الاجتماعية و الدينية، و دعم مطالبها في الحرية و المساواة و التمكين. و إمعانًا في ترسيخ النموذج و تسويقه أميركيًّا و عالميًّا عمدت إلى تغيير صورتها الشيطانية المرعبة التي تتصيّد الرجال و تقتل الأطفال، و تقديمها كنموذج للمرأة القوية المتمسكة بمساواتها مع الرجل، و تسعى للحصول على حقوقها بكل السبل مهما كان الثمن. و كما ذكرنا في المقال السابق، فقد كان لمجلة "ليليث" اليهودية النسوية التي صدرت عام 1976م دور كبير في تسويق ذلك.

ليليث "النسوية"

كما تجرأ الحاخام "بن سيرا" في العصور الوسطى في الافتراء على الله سبحانه و تعالى، و اختلاق أسطورة ليليث، و زعم أنها زوجة سيدنا آدم الأولى، التي تمردت عليه و تزوجت بالشيطان، فعلت الدكتورة جوديث بلاسكو، النسوية اليهودية و العالمة الدينية، و العضوة المؤسسة في مجلة "ليليث"، فعلت مثلما فعل، و قامت بإعادة إحياء أسطورة ليليث، في مقال لها عام 1972 بعنوان "عودة ليليث" اختلقت فيه قصة مغايرة لقصة بن سيرا، قدّمت فيها ليليث، و قامت بتبرئتها و إعادة الاعتبار لها، لتكون الصورة المثالية للمرأة "النسوية" القويّة التي تصرّ على المساواة الكاملة مع الرجل في كل شيء، و في جميع المجالات، و مستعدة للتضحية في سبيل ذلك بأي شيء بغض النظر عن العواقب.

قصة بلاسكو المختلقة عن ليليث صُمّمت بحيث تكون متطابقة تمامًا مع أفكار و قيم النسوية اليهودية خاصة و العالمية بشكل عام، هي زوجة سيدنا آدم الأولى، التي خلقت معه في وقت واحد من التراب نفسه، فهما متساويان في جميع النواحي. و لكن آدم لم يعجبه هذا الأمر، فقال لها في إحدى المرات إنه سيذهب ليقطف التين، و طلب منها أن تنتظره، و تنشغل بمهام الحياة اليومية في الحديقة، فرفضت ليليث ذلك، و هجرت آدم، و طارت بعيدًا عنه خارج سور الحديقة، فأرسل الرب لها ملائكة تطلب منها العودة إلى آدم أو تواجه عقابًا شديدًا، و لكنها فضّلت أي شيء على العيش مع آدم الذي يتعالى عليها، فقررت البقاء في مكانها خارج الحديقة. فخلق الرب لآدم من أحد ضلوعه زوجة ثانية هي حواء، عاش معها سعيدًا، و لكنها كانت تشعر أحيانًا بقدرات دفينة داخل نفسها، إلا أنها كانت راضية بشكل أساسي عن قيامها بدور زوجة آدم و مساعدته، و كان الشيء الوحيد الذي أزعجها هو القرب بين آدم و الرب.

و في هذه الأثناء، كانت ليليث تحاول، من وقت إلى آخر، الانضمام إلى المجتمع البشري في الحديقة، فحاولت اختراق الجدار، و لم تستطع في المرة الأولى، و ذلك جعل آدم يبني الجدار بشكل أقوى و كانت حواء تساعده في ذلك، و كان يخبرها قصصًا مخيفة عن الشيطانة ليليث التي تهدد النساء أثناء الولادة و تسرق الأطفال من مهدهم في منتصف الليل. و في المرة الثانية التي جاءت فيها ليليث، اقتحمت بوابة الحديقة، و اندلعت معركة كبيرة بينها و بين آدم هُزمت فيها أخيرًا. لكن ليليث هذه المرة، قبل أن تبتعد، حصلت حواء على لمحة عنها و رأت أنها ليست شيطانًا، و إنما امرأة مثلها، فبدأت بذور الفضول و الشك تنمو في ذهن حواء: هل كانت ليليث مجرد امرأة أخرى؟ و كيف بدت ليليث جميلة و قوية و تقاتل بشجاعة هكذا! و بعد بضعة أشهر لاحظت حواء أن أحد فروع شجرة التفاح ممتد فوق جدار الحديقة، فتسلقته و انتقلت إلى الجانب الآخر، حيث كانت ليليث تنتظر، فتذكرت حواء حكايات آدم و خافت، لكن ليليث استقبلتها بلطف، و تعارفتا فيما بينهما، و جلستا تتحدثان معًا عن الماضي و عن المستقبل ساعات عديدة، و تكرر ذلك مرات و مرات، تتعلم كل منهما من الأخرى أشياء كثيرة، و روتا لبعضهما قصصًا، و ضحكتا معًا، حتى نمتْ رابطة الأخوة بينهما.

و هكذا، و بعد أن حذفنا من القصة المقاطع التي تتجرأ فيها الكاتبة على الله سبحانه و تعالى، نجد بلاسكو قد كتبت قصتها لتقديم ليليث بصورة نسوية مثالية، فهي ترفض الخضوع لآدم رمز الأبوية، المتحصن بالدين و التأييد الإلهي، رغم أنهما متساويان، و هي امرأة قوية، عنيدة، إيجابية، متعاونة، بنّاءة، اجتماعية، تعتمد على نفسها، و قد عمدت بلاسكو إلى تبرئتها من جميع ما لحق بها من أفعال شريرة، و أوصاف مرعبة، امتلأت بها الروايات العديدة التي تناقلتها الأجيال على مرّ العصور. لقد أعادت بلاسكو كتابة الأسطورة، موهمة العامة بأنها أكسبت أسطورة ليليث رداء دينيًّا جديدًا يعطي لمطالب الحركة النسوية المشروعية الدينية في أوساط النساء و الفتيات اليهوديات و غير اليهوديات، و يشجعهن على الاقتداء بليليث، من دون خوف أو تردد، حيث تتمتع النصوص الدينية بقدر كبير من الاحترام عند عامة الناس.

النسوية "المثلية"

تعدّ بلاسكو إحدى رائدات الحركة النسوية اليهودية في الولايات المتحدة، و هي من النساء اللواتي أسهمن بدور حاسم في تطوير الفكر النسوي اليهودي الديني، و قد رأت أن غياب وجهات النظر النسائية في التاريخ اليهودي كان له تأثير سلبي على الدين، و حثّت بشدة النسويات اليهوديات على استعادة مكانتهن في التوراة و الفكر اليهودي، و يعدّ مقالها "عودة ليليث" من أوائل النصوص اللاهوتية النسوية اليهودية، بل يراها البعض من أهم النصوص اليهودية في القرن الـ20.

و تعتقد بلاسكو، مثل كثيرات من رائدات النسوية اليهودية، أن الأخلاق و النشاط الجنسي يُعدّان جزءا لا يتجزأ من اليهودية، و ذلك أثر على إسهاماتها في الأخلاق النسوية، و كانت نموذجًا كاملًا لذلك، فقد ظهرت بصفتها "مثلية" في الثمانينيات من القرن الماضي، و أثار كتابها الصادر عام 1989 بعنوان "مبارك مرتين: أن تكون مثليًّا و يهوديًّا" نقاشًا طويلًا في الأوساط الدينية اليهودية في الولايات المتحدة على وجه الخصوص. و الكتاب يتناول الضغوط التي كانت على المثليين أو المثليات في المجتمع اليهودي في ذلك الوقت، و يطرح أفكارًا عن الخروج إلى العلن، و تأسيس معابد يهودية للمثليين و السحاقيات، و الافتراضات المتغايرة في النصوص اليهودية، و الطرق التي تفرض بها المثلية الجنسية إعادة تقييم المفاهيم اليهودية التقليدية للحياة الأسرية. و بعد أن أظهرت بلاسكو مثليتها عام 1984 انفصلت عن زوجها، عالم الحاخامية روبرت غولدنبرغ، لتعيش حياتها مع شريكتها النسوية اليهودية مارثا أكيلسبيرغ، حتى اليوم منذ 30 عامًا.

تقول أفيفا كانتور زوكوف، العضوة المؤسسة لهيئة تحرير مجلة ليليث و المنظمة النسوية اليهودية و الاتحاد الصهيوني الاشتراكي، عن المرأة و المساواة المرتبطة بأسطورة ليليث و الكتاب المقدس "لقد أنشأ اليهود على نحو دوري حركات للعودة إلى المصادر اليهودية، و التاريخ اليهودي حافل بمثل هذه الجهود. عندما نكافح من أجل المساواة بين المرأة و الرجل و نرى ليليث على أنها تجسيد لهذا النضال، فإننا جزء من هذا التقليد بالعودة إلى المصادر الدينية اليهودية، و البناء من أساسها النقي غير الملوث. لقد كان إنشاء المجلة اليهودية النسوية (ليليث) أول فرصة لللنسوية اليهودية، و لاحقا للنسوية بشكل عام، من أجل المضي قدمًا، و كانت أسطورة ليليث بمنزلة إطلاق له لهذا التطور المثير للاهتمام".

و قد علّق موقع "Centre of Excellence" على توظيف الحركة النسوية اليهودية لأسطورة ليليث، بقوله "إن الحركة النسوية قامت بإلقاء نظرة ثانية على قصة ليليث، لأنها ترى أنه تمّت شيطنة ليليث بشكل غير عادل، من قبل الأساطير اليهودية لرفضها الخضوع لآدم. و لكن مع استمرار الكفاح من أجل التحرر من أدوار الجنسين في الستينيات، أصبحت ليليث رمزًا نسويًّا يمثل التمرد و التحرير، فهي الآن لا تُعدّ مخلوقًا شريرًا، لكنها امرأة ذات قوة شرسة، ازدُريت لسعيها للمساواة و الهروب من الهيكل الأبوي الذي قُيّدت به".

لم ترد أسطورة ليليث في التوراة، و لكن قيام بن سيرا بجمعها من موروثات الحضارات السابقة، و كتابتها و تقديمها كتفسير ديني أكسبها قداسة خاصة لدى عامة اليهود. و كذلك فعلت جوديث بلاسكو، في إعادة كتابة الأسطورة، و تقديم رؤية تفسيرية مختلقة مغايرة تمامًا لِبن سيرا، تنطلق من الأفكار و القيم النسوية التي تؤمن بها الكاتبة و الحركة النسوية اليهودية، هذه الرؤية تقود الآن الحركة النسوية العالمية، و المؤسسات الأممية، و الأجيال البشرية منذ سبعينيات القرن الماضي، و تستحث الخطى قدمًا كي تحقق سائر أهدافها على مرأى و مسمع من الجميع. فكيف حدث ذلك؟ و إلى أين ؟

يتبع… (النسوية العالمية بعد تبرئة ليليث)

الرابطhttps://www.aljazeera.net/opinions/2022/3/1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%B1%D9%91%D8%A3%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A9

قراءة 683 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 09 آذار/مارس 2022 09:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث