(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 03 أيلول/سبتمبر 2022 09:45

و للغربة بلسم أيضاً

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
هكذا هي الحياة...أن تأتي الفرص لمن لا يريدها...و إذا أتت لم يردها...فالمأساة أنه...لا يستحقها؟!
الصديق الحقيقي هو الذي تحب أن تتدفأ بحنان أخوته قبل صداقته، فيكون لك مكملاً لا تابعا.. تذوب كل حواجز التكلف و التصنع في شعور واحد " المحبة الصادقة التي لا منفعة و لا مصلحة منها".
ليس السخاء بان تعطيني ما أنا في حاجة إليه أكثر منك، بل السخاء في أن تعطيني ما تحتاج إليه أكثر منى، هكذا كان صديقي و أخي الذي لم تلده أمي.
لم يبك يوما على طيبته ... فهو يعلم أنها نادرة كالمعجزات .... بل دوما هو فرح بطيبته ... فهي ليست ضعفا ... بل كبرياء حتى الممات...
هناك بشر كالمدن، تهزمك أسماؤها مسبقاً.. تغريك و تربكك، تملؤك و تفرغك، و تجّردك ذاكرتها من كلّ مشاريعك، ليصبح حبهم كل عالمك...
وجُود المرء مع الأشخاص المُناسِبين من حوله أفضل من ألف عملِية تَجميل و دورَات نضارَة المحيا، و بوجودهم يرى المرء نفسه مشرق الوجه لا شحوب يرهقه و لا تعب الحياة يضنيه، فمن لم يكن كذلك فعليه أن يراجع خيارات صحبته.
لطالما استوقفته "صديقي" حميميةُ الأشياء، و لطالما مال الى جهتِي لكُل مَا يُجنبنُي مشّقة التبرير، و لم يحدث أن فاتته فرصَة أن يتواجدَ فِي المحطاتِ الآمنَة، أُقرب إلى نفسِه ساعيا الى دوامِ صرحِ الموّدة سالمًا من حدّة الخصامِ أو فداحةِ الفُراقَ، حافظا المحَبة بيني و بينه ومع كُل من  يمُد يدهُ بالمصافحَةِ مؤكدًا نيتهُ في حفظها.
أعوام مضت لم التق به وجها لوجه لكنه لا يزال معي حاضرا في كل صغيرة و كبيرة، و أجدني أحلمُ بالكثير مما لم تطالهُ يدِي بعد، تتُعبنِي عزيمةُ المسافاتَ و يثبتُني عليهَا أن الصبر ينالُ منِي في النهاية، و محدوديةُ الخياراتَ هي ما يُسّيرُنِي نحو ما يوجد في ذيل القائمة.. الانتظار!
أعوام مضت لم أغفَل فيها قطُ عن شقوقِي أو خيباتِي و العمر يمضي، و أختار في كل مرةَ أن أمرر أصابعِي عليها، لأقنع نفسي أننِي لستُ مرغما على التجاوز، ليُعلمنِي كيف أرسو على شواطِئ القوةَ من بعدِ الضعف و الوهن.
أُحِبُ تلك الأوقات الجميلة المضيئة في جازان، التي تتّسمُ فيها الحياة، بالسّعَة، كسمَاء لا حصر لامتدادها، فكَيفَ تصير في لحظة أخرى أضيّق من جحرٍ صغيرٍ جدًا لا يكاد يتسعُ إلا لأصغر مخلوقاتِ الأرض!
"لا كرَمٌ في هدرِ الوَقت على شحِيح اللحظة، و لا سماحَة في صبِّ التنازل لمُتعنِّت الموقف؛ و لا إقبال من أقصاكَ يشبه التفاتاً على مضَض، و لا سلامٌ من عمقِ الرُوحِ يعادلُ سلاماً بطرَفِ الكف".. ما كان صديقي هكذا و لن يكون.
"اللغُّة لا تُنصفَ، بالطريقة المناسبة، التي أوّد بها الحديث عن شخصٍ أحبه، فسلام الله عليه."
قراءة 540 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 07 أيلول/سبتمبر 2022 07:16