قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 15 أيلول/سبتمبر 2022 12:23

زينب الضحية.. و المعايير الأميركية

كتبه  الأستاذ عادل الجبوري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مرت حادثة مصرع الفتاة العراقية، صاحبة الخمسة عشر ربيعاً، زينب عصام، بصورة عابرة، و كأنها حادثة عادية تدرج تحت عنوان القضاء و القدر، على العكس تماماً من حوادث أخرى، قد لا ترقى إليها من حيث طبيعة ظروفها و ملابساتها و خلفياتها.

 من هي زينب عصام، و ما قصة مصرعها؟ 

زينب عصام الخزعلي، فتاة ريفية من عائلة بسيطة تقطن في قرية البوعلوان في قضاء أبو غريب التابع لمحافظة بغداد، تمتهن الزراعة و تربية المواشي، و يقع منزل عائلتها و المزرعة التي يتوسطها بالقرب من قاعدة فيكتوريا المتاخمة لمطار بغداد الدولي، و التي يتمركز فيها مئات الجنود الأميركيين.

خرجت من منزلها في ساعات الصباح الأولى يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي، متوجّهة إلى المزرعة لمساعدة والدها في أعمال الزراعة، بيد أن رصاصة طائشة اخترقت جسدها قبل أن تصل إلى مبتغاها لتسقطها صريعة مضرجة بدمائها.

و بالرغم من أن قيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية، أعلنت فتح تحقيق في ملابسات الحادثة، أكدت مجمل المؤشرات و الدلائل و المعطيات، أن مصدر الرصاصة الطائشة التي قتلت زينب، هو ميدان الرمي الذي تستخدمه القوات الأميركية في تدريباتها في قاعدة فيكتوريا. 

و عن حادثة مصرع ابنته، يقول والد زينب في تصريحات صحافية، "إن زينب أصيبت بأول إطلاقة من المطار، حيث كانت القوات الأميركية تجري تدريباً عسكرياً بالذخيرة الحية، و لم تكن ابنتي أول ضحية لرصاص التدريبات، بل هناك سبع حالات لإصابات مسجلة رسمياً، فضلاً عن عشرات الإصابات المتفاوتة التي لم توثق قانونياً".

و يذكر والد زينب، أن أباه "لقي حتفه هو الآخر قبل سنوات بعد تعرضه لإصابة برصاصة طائشة مصدرها القاعدة الأميركية في مطار بغداد، و أن الأهالي وجّهوا مناشدات سابقة للقوات الأمنية بإيجاد حل لهذه الممارسات، لكنها لم تجد آذاناً صاغية"!. 

و اللافت هنا، أنه لم يصدر أي تصريح أو توضيح من أي جهة رسمية أميركية، سواء من السفارة في بغداد، أو غيرها، و كذلك لم يصدر بيان رسمي من الحكومة العراقية بإدانة هذا الفعل الإجرامي غير المسؤول و استنكاره، و أكثر من ذلك، فإن مستوى ردود الأفعال حيالها لم يكن بالمستوى المطلوب، لا على الصعيد السياسي و لا الإعلامي و لا الشعبي-الجماهيري.

و ربما بدا أمر اللامبالاة أكثر وضوحاً في فضاءات الإعلام العربي و الأجنبي، هذا في الوقت الذي انشغلت المنظومات الإعلامية و السياسية العربية و الغربية بحادثة وفاة الفتاة الإيرانية مهسا أميني، التي لم تتبيّن الأسباب الحقيقية لوفاتها حتى الآن، بالرغم من تسببها باندلاع موجة احتجاجات عمّت الشارع الإيراني، خلال الأيام القليلة الماضية. 

و من الطبيعي جداً أن يثار العديد من التساؤلات و الاستفهامات عن سر إهمال حادثة مأساوية و مغزاه، كحادثة مصرع زينب العراقية، و التركيز الكبير على وفاة-أو مقتل-مهسا الإيرانية، في منهج فاضح للغاية بإخضاع القضايا الإنسانية للحسابات و الأجندات السياسية.

و قد لا يحتاج المتابع و المراقب إلى جهد كبير أو وقت طويل، لاكتشاف المعايير المزدوجة في التعاطي مع القضايا الإنسانية من زوايا سياسية، و توظيفها توظيفاً سيئاً، إذ إن التركيز على مقتل زينب و الاهتمام بقضيتها، سيفضي في النهاية إلى تسليط الضوء على جانب من السلوك الأميركي المشين المتمثل في الاستخفاف بأرواح الناس و مصائرهم، و هذا ما يتقاطع مع مهمات الماكينات الإعلامية و السياسية الغربية، و من يدور في فلكها و يتحرك وفقاً لإيقاعاتها، و أدوارها و وظائفها. 

في مقابل ذلك، فإن تحويل وفاة مهسا أميني إلى قضية عالمية، بصرف النظر عما إذا كانت قد لقيت مصرعها من جراء أزمة قلبية مفاجئة، كما أوضحت أجهزة الشرطة الإيرانية، أو بفعل إساءة التعامل معها، هو جزء من الأجندات السياسية الغربية، لأن المستهدف في واقع الأمر هو النظام السياسي الإيراني، الذي يقف في موقع الخصومة و العداء الكامل للولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" و أطراف دولية و إقليمية أخرى متحالفة و مصطفة معهما.

و في أفضل تقدير-و على سبيل المثال لا الحصر-فإن حادثة مقتل زينب، لم تحظَ، و لو بجزء صغير جداً، مما حظيت به حادثة سقوط الطفل المغربي ريان، ذي الخمسة أعوام في بئر عميقة، مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، إذ بقي فيها مدة خمسة أيام، قبل أن يتم إخراجه منها ليفارق الحياة بعد وقت قصير. و لا شك أن التعاطف الإنساني الكبير على الصعيد العالمي مع فاجعة ريان، شيء طبيعي و محمود، و لكن من حق أي كان أن يتساءل، لمَ لم يهتم الإعلام الذي انشغل بريان، قليلاً بزينب؟ 

إن مقتل زينب برصاص القوات الأميركية-سواء كان عمداً أو من غير عمد-لا يخرج عن سياق سلسلة طويلة من الجرائم الممتدة على مدى عقدين من الزمن، و التي لا يمكن أن تمحى صورها و مشاهدها من أذهان العراقيين.

ففي عام 2004، كان سجن "أبو غريب" الشهير مسرحاً واسعاً لعمليات تعذيب بشتى الوسائل و الأساليب لمئات المعتقلين العراقيين على أيدي القوات الأميركية، و لفظاعة ذلك، لم يكن ممكناً إخفاؤه لفترة طويلة، الأمر الذي اضطر واشنطن إلى الاعتراف بالكثير مما أميط اللثام عنه على لسان بعض الضحايا و السجانين، لكن من دون أن تتخذ أي إجراءات مناسبة لرد الاعتبار، و إنصاف من وقع عليهم الظلم و الحيف. 

و لم يكن ما حصل في سجن "أبو غريب" و انكشف لكل العالم، رادعاً للأميركيين لكي يتصرفوا بحكمة و عقلانية و إنسانية، بعيداً من العنجهية و العجرفة و الاستهانة بكل الضوابط و القيم و المعايير الإنسانية السليمة. 

فما زالت صورة المجزرة الدموية التي ارتكبتها شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأميركية، وسط العاصمة بغداد، في منتصف شهر أيلول/سبتمبر من عام 2007، ماثلة في أذهان الكثيرين من العراقيين، ناهيك بجرائم أخرى كثيرة قد تكون أفظع من تلك الجريمة، لعلّ من بينها الاستهدافات المتكررة لقوات الحشد الشعبي حينما كانت تقاتل تنظيم "داعش" في مختلف مدن العراق و مناطقه، منذ اجتياحه لمساحات من الجغرافيا العراقية في صيف عام 2014 إلى إعلان النصر الشامل عليه في شهر كانون الأول/ديسمبر 2017، و حتى بعد ذلك التاريخ أيضاً، من قبيل اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، و قائد فيلق القدس الإيراني، و عدد آخر من منتسبي الحشد، قرب مطار بغداد الدولي، مطلع شهر كانون الثاني/يناير من عام 2020. 

و المشكلة أن الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية و الشركات الأمنية المتعاملة معها، كانت خارج سياق مضامين الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد و واشنطن في عام 2008 و محدداتها، و كذلك اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ناهيك بكونها تمثل دحضاً و تفنيداً لكل الادعاءات و المزاعم القائلة بعدم وجود قوات قتالية أميركية تتحرك و تتصرف كيفما تشاء على الأراضي العراقية.

و لعلّ جريمة قتل الفتاة البريئة زينب، تعد نزراً يسيراً جداً مما قام به الأميركيون في العراق، أو بعبارة أخرى، مثلت زينب عصام ضحية أخرى من قائمة طويلة جداً لضحايا الاحتلال الأميركي للعراق على امتداد عقدين من الزمن. و هي-أي الجريمة-في كل الأحوال، و من أي زاوية نظرنا إليها، تؤشر إلى أن الوجود العسكري الأميركي في العراق، أياً كانت أشكاله و مظاهره و مبرراته و ذرائعه، يعدّ عامل قلق و اضطراب، فضلاً عن كونه يمثل إخلالاً بالسيادة الوطنية.

إن الكثير من الوقائع و الشواهد، أثبتت أن الأميركيين لا يهتمون و لو بالحد الأدنى، بأرواح الناس بقدر ما يعنيهم تأمين مصالح بلادهم و حلفائهم و أتباعهم و ضمانها. لذا، لا يمكن حل مشكلات العراق السياسية و الأمنية و الاقتصادية و أزماته ما لم يُعمل على إنهاء الوجود الأميركي العسكري و غير العسكري في البلاد.

و فوق ذلك كله، لا بد من وجود موقف وطني موحّد لمختلف القوى و التيارات السياسية و المجتمعية العراقية حيال ذلك الوجود، لأن التفرق والتشتت و تقاطع المواقف، أتاح و سيتيح لواشنطن التمادي كثيراً في تعاطيها السلبي، بالرغم من أنها واجهت مقاومة شرسة في كل الأوقات. و لعلّ مقتل زينب يشكّل فرصة أخرى لبلورة ذلك الموقف الوطني الموحد، مع أن الأفرقاء السياسيين منشغلون و شاغلو الشارع بصراعاتهم و خصوماتهم بشأن تشكيل الحكومة، و خيارات إنهاء الانسداد السياسي و الخروج من عنق الزجاجة، بعد مرور عام كامل على الانتخابات البرلمانية المبكرة.

الرابط : https://www.almayadeen.net/articles/%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9

 
قراءة 619 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 27 أيلول/سبتمبر 2022 05:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث