قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 02 أيلول/سبتمبر 2023 15:56

أطفالنا والتسرب المدرسي

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نشاهد يوميا مرارا و تكرارا أثناء سيرنا في الطريق و نحن متوجهون إلى العمل، مجموعات من التلاميذ تمشي نحو مدارسها، منهم من يجري و يسبق الآخر و منهم من يلعب، و منهم من هو جاد في طريقه، و قد يحدث أن  نشاهد  مجموعة أخرى من التلاميذ يدخلوا في عراك بينهم، و قد نرى منهم من يخرج أشياء من محفظته ليبيعها لرفاقه أو المارة، و هناك منهم من لا يتوجه إلى المدرسة   و يوهم عائلته بأنه يدخلها يوميا، و تجد أهله لا يعلمون بالطامة إلا وقت استدعائهم من طرف إدارة المدرسة لاستلام النتائج الفصلية ...

تعتبر  ظاهرة التسرب المدرسي هذه، من أكثر الظواهر التي تعاني منها الدول في طريق النمو و الوطن العربي ككل، و لعلها أشد خطرا عليها من كل الظواهر السلبية الأخرى التي تصارعها، و بزيادة انتشارها قد يتفاقم الوضع و تصبح عواقبها جد وخيمة مستقبلا، و ذلك لما يترتب عنها من سلبيات منها زيادة الأمية، و ضعف الإمكانيات البشرية، بفعل نقص الكفاءات أو انعدامها، و التدهور الأخلاقي، و زيادة معدل الجريمة، بكل أنواعها، و منها تعاطي المخدرات، و شرب الخمر، و السرقة،  و الجريمة المنظمة...الخ

من هذا المنطلق يمكن أن نقول أن الأسرة تلعب الدور الأكبر في حياة أبناءها، إما أن تكون لهم عونا على مواصلة تعليمهم و تفوقهم و نجاحهم، و إما أن تسبب لهم فشلا  كبيرا عندما تأخذ منحنى خاطئ في طريقة تربيتهم، أو تتسبب لهم في أحيان أخرى، في عقد و أمراض نفسية و اجتماعية، بفعل  سوء معاملهم، و اتباع سياسة العنف و الضغط، و تحميلهم ما لا يطيقون، نظرًا لقلة وعي الكثير من أولي الأمر بأساليب التربية السليمة، و عدم القدرة على اكتشاف مواهب و قدرات أبنائهم و توظيفها خير توظيف، مما يؤدي إلى تسرب الكثير منهم من التعليم فيضلوا الطريق، و يسلكوا مسالك غير سوية، فمنهم من يقع فريسة سهلة في يد مَن لا يرحم من أصدقاء السوء، ممن يعلمونهم التحرش بالفتيات، و التدخين، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن عدها و لا حصرها...

و من جهة أخرى نرى كذلك الكثير من الأسر الفقيرة، التي قد تجبر أبناءها على الإبتعاد عن التمدرس، ذلك لدفعهم إلى كسب الرزق، و تحسين أوضاع العائلة، و إنقاذها من شبح المرض و الجوع.

إذن هي مشاكل كثيرة ، يمر بها هذا التلميذ، فإذا لم تكن الأسرة مثقفة و واعية بما يجري حولها، و ما يجري بين طفلها و مدرسته، لأنها هي البيئة الأولى تساعد هذا الكائن ليرسم طريقه المستقبلي بخطوط واضحة ليس فيها غموض..

أما إذا أردنا أن نتحدث عن البيئة الثانية و هي المدرسة، التي هي الحضن الثاني  لهؤلاء الأطفال ، حيث تشعرهم بالأمان و الاطمئنان، و تزرع في تلك النفوس الصغيرة حب طلب العلم، لما فيه من خير، و صلاح و فلاح مستقبلي، فهي التي ينبغي أن ترسخ في أذهانهم  أنهم بدون علم لن يكون لهم مستقبل زاهر واضح المعالم، و أنهم بدون علم لن يشعروا بالراحة و الاطمئنان، لا هم و لا عائلاتهم الذين كرسوا حياتهم ليروا فلذات أكبادهم من أبرز رجال أو نساء المستقبل.

ولكن هل المدرسة الحالية في بلدنا هي من هذا الصنف الذي ذكرنا، للأسف الشديد الكثير من المدارس باتت لا تعي مسؤولياتها العلمية و السياسية و التربوية و الأخلاقية المنوطة بها قبل النشء و المجتمع، و لا هي تدرك طبيعة التحديات التي تواجهها ، فأغلبية المدارس أصبحت طاردة و خربة و مدمرة  للنشء، تصيبهم بأمراض نفسية و اجتماعية لا حصر لها، و ذلك بسبب  المعلمين غير الأكفاء و غير المؤهلين تربويا ، حيث يسيئون معاملة التلاميذ، و يميزون بينهم، فضلًا عن تكدس المناهج الدراسية العقيمة، القائمة على الحفظ و التلقين، لا الفهم و الإدراك و الابتكار، حيث تركز على النواحي المعرفية دون الوجدانية مما يجعلها مملة!

إلى جانب وضع التلاميذ الأذكياء في أول الصف و الأقل ذكاءا تراهم في آخره..فيتعامل المدرس مع الأذكياء فقط أو المتفوقين و يبقى أكثر من نصف القسم مهمشا. دون مراعاة هذه الفروق.

 علينا إذن أن نعيد تصحيح الأوضاع في مدارسنا لتنهض فعليا بمسؤولياتها التربوية و العلمية و على الدولة أن توفر لها الكفاءات و التجهيزات و الوسائل التي تمكنها من ذلك، كما يتوجب على الأسر أن تحرص على متابعة و مراقبة أبنائها و تحفيزهم على التعلم، و على القطاعات الثقافية بمختلف هياكلها و مؤسساتها أن تسهم جديا في توفير المناخ الثقافي الذي يحفز أبناءنا على الحرص على طلب العلم و التوسع فيه، كما يجب أيضًا توفير فرص التأهيل التربوي و المهني للطلبة المتسربين من خلال إلحاقهم بمراكز تأهيلية ليتدربوا على مهن مناسبة يفضلونها، بهدف حمايتهم من الانحراف و إكسابهم مهنا تساعدهم في المستقبل، و تساهم في تنمية المجتمع، كما يجب على وسائل الإعلام المختلفة أن يكون لها دور فعال و إيجابي في تناول هذه الظاهرة باستفاضة، لتوعية الأسر و الأبناء بخطورتها على كل المستويات، بذلك كله يمكن لنا أن نقلص من حجم ظاهرة التسرب المدرسي، و نحد من انتشارها و توسعها، و نكسر حدتها، و ندفع خطرها و نحد من تأثيراتها السلبية على المجتمع.

قراءة 249 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث