(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2015 09:12

من ضوابط العقاب التربوي

كتبه  د.ابراهيم بن فهد الودعان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مِن الحكمة ألاَّ نُوقع عِقاب الضرب؛ إلاَّ بعد استنفاذ الوسائل الأخرى في تعديل السُّلوك، فالأفضل هو التدرُّج في أسلوب العِلاج؛ حتى يكون الضرب آخرَ عِلاج.

يقول سبحانه: ﴿ وَ اللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَ اهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ اضْرِبُوهُنَّ ﴾ [النساء: 34].

فذكرَ الله سبحانه أنَّ المرأة إذا خاف منها زوجُها المعصيةَ، فإنَّه يعاقبها بالأسهل فالأسهل، فيبدأ بالوَعظ، ثمَّ الهَجر في المضجع، و آخرُ شيء هو الضرب[تفسير السعدي: 1/ 431 بتصرف ].

فإذا تحقَّق التعديل و الإصلاح في مَرحلة، فلا يجوز اللجوء إلى المرحلة التي تَليها؛ لأنَّ الغرض تحقَّق.

فيسلك المربِّي الترغيبَ قبل الترهيب، و الموعظةَ قبل التأنيب، و التوبيخَ و التأنيب قبل الضرب، و لا يلجأ إلى الضرب إلاَّ بعد تحقُّق تِلك المراتب.

و الضرب يكون ضربَ تربية، لا ضَربَ تشفًّ و انتقام، و لا تضرب و أنتَ مُغضَب، و احذر المواطن التي يتأذَّى منها جِسمه، و أَشْعِره و أنت تضرِبه أنَّك لا تزال تحبُّه.

و هنا نُقطة مهمَّة ينبغي التنبيه عليها: أن تقلِّل ما استطعتَ من استعمال الضرب، و لأَنْ يهابك و يقدِّرك و يحبك ابنُك خيرٌ من أن يَخافك و يكرهك.

و علاوةً على ما سبق من ضوابط العقاب:
1-
ألا نُوقِع العقابَ إلاَّ في حالة الخطأ المتكرِّر.
2-
أن يكون العقاب على قَدر الخطأ.
3-
النُّصح و التوجيه قبل العقاب.

4- ألاَّ يُؤجل العِقاب؛ حتى لا يفقد معناه و فائدته، فتقول مثلاً: أعاقبك غدًا أو بعد غد.
5-
التغاضي عن الهفوات الصغيرة.
6-
أن يكون العقاب بعيدًا عن إخوته و النَّاس؛ لأنَّ فيه إهانة له.

7- التقليل من العقوبات البدَنيَّة قدر المستطاع.
8-
أن يتبادل الأبُ مع الأم أدوارَ العقاب؛ حتى لا يتولَّد لدى الولد شعورٌ بعدم الارتياح لأحد الوالدين.

و أذكر شابًّا لم يُكمل العشرين من عمره، كان يصبُّ القهوةَ للرجال في مجلسهم، فأخطأ و أعطى الفنجان باليد اليسرى، فما كان من أبيه إلاَّ أن شتمَه و ضربَه أمامَ الناس.

فتأثَّر الولدُ من ذلك كثيرًا حتى وصل قرابة الأربعين سنة و هو يَهاب الدخولَ في المجالس، و الجلوس مع الناس، و قد كان بإمكان والده مُعالَجة هذا الخطأ بسهولةٍ و يُسر، دون اللجوء إلى التعنيف و الضرب أمام الناس.

المراجع:
1.
كيف تربِّي ولدَك المسلم؛ شقير العتيبي.
2.
الوسائل العلميَّة في تربية الأولاد؛ عبد المجيد الجمعة.
3.
كيف يربِّي المسلم ولدَه؛ محمد سعيد مولوي.
4.
كيف تغيِّر سلوكَ طفلك؛ محمد ديماس.
5.
من أخطائنا في تربية أولادنا؛ د. محمد بن عبدالله السحيم.
6.
افهم طفلك تنجح في تربيته؛ عادل فتحي عبد الله.
7.
تربية الأولاد في الإسلام؛ د. عبدالله ناصح علوان.

http://www.denana.com/main/articles.aspx?article_no=15080&pgtyp=66

قراءة 2043 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 كانون1/ديسمبر 2015 06:04