قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 17 شباط/فبراير 2022 19:21

كيف نربي أولادنا على التوحيد

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، و على آله و صحبه و بعد:

أماّ تحقيق التوحيد في النفس فيكون بأصلين، قال خالقنا و رازقنا رب العالمين الذي بيّن لنا ماهو التوحيد، و بما بعث به الرسول صلى الله عليه و سلم:( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت)36 النحل. و هذا هو التوحيد، و هذان هما أصلا التوحيد، الرغبة و الرهبة و الخشية والمحبة؛ العبادات الباطنة اجعلوها لله، و العبادات الظاهرة الصلاة و الزكاة و الدعاء، و النذر و الذبح اجعلوها لله لا تجعلوها للمخلوقين، اجعلوها لرب المخلوقين، اجعلوها لرب العالمين، يجب أن تكون العبادة خالصة لله، يجب أن تكون جميع الأعمال التعبدية خالصة لله، و لا يجوز أن يعبدوا من دون الله شيء، حتى محمد صلى الله عليه و سلم و لا موسى و لا عيسى، و لا الأولياء الصالحون، لا يجوز أن نتخذ أندادا من دونه، العبادة من حق الله يجب أن تكون خالصة لله؛ كما أنّ الله تعالى لا شريك له في خلقه و رزقه لا يجوز أن نتخذ من دونه أندادا، و نعبد معه غيره تبارك و تعالى، السعادة و التمكين في الدنيا و الآخرة تكون بعبادة الله و البراءة من الشرك.

قد دلّ قول الله تعالى :( و اجتنبوا الطاغوت ) و الطاغوت هو كلا عبد من دون الله و رضي بعبادة المخلوقين له، و رأس الطواغيت هو إبليس لعنه الله الذي يدعوا للشرك و لعبادة غير الله. فالتوحيد لا يتحقق بالعبادة فقط، بل لا بد أن يتبرأ من الطواغيت و من الشرك؛ و الذي يدل على هذا أن قريش لما بعث الله لهم هذا النبي الكريم عليه الصلاة و السلام كانوا يعبدون الله، و يطوفون بالبيت، و قال الله تعالى عنهم:( ما نعبدهم إلاّ ليقربونا من الله زلفى) الزمر 3. لكن أشركوا مع الله فلم يقبل منهم العبادة، الله لا يقبل العبادة إلاّ إذا كانت خالصة لوجهه الكريم { من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته و شركه} صحيح رواه مسلم.

مشكلة المسلمين اليوم في كثير من أحوالهم لا نقول لا يعبدون الله، لكن أصبحوا يدخلون غير الله في ذبحهم و نذرهم و ركوعهم و سجودهم و هذا شرك أكبر مخرج من الملة، يجب على المسلمين أن ينتبهوا إلى هذا الأمر الخطير، يجب أن يخلصوا دعاءهم، و ذبحهم، و نذرهم، لله رب العالمين قال تعالى:( و صل لربك و انحر) الكوثر2. ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين)162 الأنعام . يجب على المسلمين أن يتبرأوا من الشرك صغيره و كبيره و يخلصوا العبادة لله. فإذا حققوا هذين الأصلين؛ عبدوا الله من غير شرك و تبرأوا من الطاغوت، تبرأوا من الشرك صغيره و كبيره فهؤلاء هم الموحدون، هم أهل الجنة، هؤلاء أهل التمكين، الذين وعدهم الله السعادة في الدنيا و الآخرة و بالتمكين في الدنيا و الآخرة.

الأمر الثاني هو العناية بأبنائنا و بناتنا بتربيتهم على التوحيد و تنشأتهم على التوحيد لننقذهم من نار جهنم، حاجة الأبناء و البناء على التوحيد أشد من حاجتهم إلى الطعام و الشراب ، كل الآباء و الأمهات من المسلمين و الكفار يوفرون لا بناءهم الطعام و اللباس بما جلبت قلوبهم من حب الأبناء و البنات، لكن حاجة الأبناء إلى التوحيد أعظم من حاجتهم إلى الطعام و الشراب و اللباس لأن سعادتهم في الدنيا و الآخرة بتوحيد الله عز و جل، و من هنا لا بدّ من العناية بتنشأتهم على التوحيد أعظم من العناية بتوفير الطعام و الشراب لهم.

نلقنهم التوحيد و نتأسى بالنبي صلى الله عليه  و سلم، النصيحة التي يسديها النبي صلى الله عليه و سلم لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذه الوصية العظيمة التي يرسخ فيها التوحيد في نفس ابن عباس و هو غلام صغيرقال له:{ يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، و اعلم لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك ألاّ بما كتبه الله تعالى لك، و لو اجتمعوا على، يضروك بشيء لم يضروك إلاّ بشيء قد كتبه الله تعالى عليك}

هذه الوصية يجب على كل أب و أم أن يعلموها أبناءهم، احفظ الله في توحيده في عبادته يحفظك في كل شيء؛ في بدنك في سمعك، في بصرك في دينك في مالك، احفظ الله تجده تجاهك؛ أي معك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، لم يقل استغث بفلان و فلان، يجب أن نربي أبناءنا على إخلاص الدعاء لله، فقل لابنك:" يا بني إنّ لك ربا رحيما أرحم بك منّي، إذا مرضت فادعوا الله أن يشفيك، و إذا احتجت فادعوا الله أن يعطيك، إذا استعنت فاستعن بالله، فإذا استعذت فاستعذ بالله من كل مخوف، و من كل شر " ثم تقرر له الأمر العظيم، أن هذه الأمة لو اجتمعوا إنسهم و جنهم أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بما كتبه الله لك، و أن هذه الأمة لو اجتمعت أن يضروك ما استطاعوا إلاّ بما قدره الله سبحانه و تعالى،

هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه.

قراءة 648 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 شباط/فبراير 2022 09:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث