قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 20 آب/أغسطس 2014 07:47

الأرمن

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

كانت هناك مدارس خاصة بالأرمن و الأكراد و غيرهم، مبثوثة في أنحاء الدولة العثمانية، و لكن الأرمن أساؤوا استخدام هذه المكرمة الكريمة، فحوَّلوا هذه المدارس إلى مراكز مخابرات لإعداد دُعاة العصيان؛ لإثارة الفتن في الدولة العثمانية، و قد أدرك السلطان عبدالحميد أن السبيل الوحيد للقضاء على الفتن، و الحفاظ على وحدة الدولة العثمانية، هو نشْر الأخوة الإسلامية، فأنشأ "أفواج الفرسان الحميدية" في شرق البلاد، و عين فيها الضبَّاط من الأكراد و الأرمن، و سمَح لهم بالترقي في هذه الأفواج إلى رُتبة مقدِّم، و عمل على نشْر شعار الأخوة الإسلامية، فكان لهذه الأفواج أثرها الكبير في الدفاع عن قرى المسلمين في شرق الأناضول؛ مما أثار غضب دول أوروبا، و ظلت هذه الأفواج تقوم بدورها حتى ألغتها حكومة الاتحاد و الترقي (اليهودية الأصل) رسميًّا سنة 1326هـ - 1908م.

كان طبيعيًّا أن يتحرك السلطان عبدالحميد؛ لإسكان الفتن التي يؤجِّجها أعداء الدولة في الداخل، مدعومين بالقوى الأجنبية في الخارج، خاصة عصابات الأرمن المدعومة من قبل اليونان المهزومين أمام الجيش العثماني سنة 315 - 1897م، يُظاهرهم اليهود - الذين فشِلوا في الحصول على الامتيازات المطلوبة في أرض فلسطين - و الروم الحاقدون، و أنصار الاتحاد و الترقي، و كان أن اتَّفقت عصابات الأرمن في سويسرا مع إرهابي محترف بلجيكي هو "يوريس" الذم قدِم إلى إستانبول بصفة سائح، و تمكَّن من وضع قنبلة في سيارة السلطان عند مسجد "يلدذ" الذي كان السلطان يصلي فيه الجمعة، و قد لطف الله بالسلطان عبدالحميد، فتأخَّر في الخروج دقيقتين؛ لأنه كان يُحادث شيخ الإسلام جمال الدين، فانفجَرت السيارة و هو على سُلَّم المسجد، و نجا السلطان (د/ أحمد أكندز؛ الدولة العثمانية المجهولة، ص: 446، 447، بتصرُّف، طبع تركيا).

عاش الأرمن في الدولة العثمانية - كما عاش غيرهم من الأقليات الدينية - عيشة كريمة؛ وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية مع أهل الذمة، و في حكومة الاتحاد و الترقي، تساوَى الأرمن و غيرهم مع كثير من المحاباة الماكرة في كافة الحقوق السياسية؛ لدرجة أن "جبريال نورادونكيان" الأرمني، قُلِّد وزيرًا للخارجية في الدولة العثمانية.

و قد تنكَّر الأرمن لهذا كله، و بدؤوا بالعصيان استنادًا إلى المادة (61) من معاهدة برلين، و بتحريض من روسيا، فتم تشكيل عصابات جمعية (خنجاق) سنة (1886م)، و جمعية (الطاشناق)، و أخذتا تُمارسان الإرهاب في الديار العثمانية.

و في الحرب العالمية الأولى استغل الأرمن الفرصة، و أظهروا حقدهم و خُبثهم، فحين سلَّمهم الروس مدينة "وان" أشاعوا فيها القتل و التدمير.

و الجدير بالذكر أن عدد الأرمن في تلك الفترة لم يكن يجاوز 5 % من عدد السكان، و لم تُفلح كل التدابير لوقف خياناتهم و فسادهم، و لم يكن من الممكن القضاء عليهم جميعًا؛ لأن الإسلام يحرِّم ذلك، فكان لا بد من تدبير حكيمٍ؛ يُطابق عدل الإسلام، و يمنع اتصالهم بالروس المعتدين، فصدر قرار وزير الداخلية "طلعت بك" في عام 1915م، بتهجير نصف مليون منهم، و قد مات عدد منهم أثناء التهجير لظروف المناخ و الطريق، و لانتقام بعض الأهالي منهم، فقد كان مجموع من قتَله الأرمن من المسلمين يربو على مليون و نصف مليون مسلم.

إن الدولة العثمانية كانت تلتزم بأحكام الإسلام، و أحكام الإسلام معلومة بالنسبة لأهل الذمة، ما داموا ملتزمين بعقد الذمة، و لم يحالفوا أعداء الإسلام ضد المسلمين؛ و لأن الأرمن كانوا خونة، ساعدوا كل أعداء الدولة العثمانية، فقد تم تهجيرهم كما أخرج النبي - صلى الله عليه و سلم - بني النضير و بني قينقاع من المدينة، حين خانوا - و هم مواطنون ذميُّون - صحيفة المدينة (الدستور)؛ (د/ أحمد أكندز؛ الدولة العثمانية المجهولة، ص: 471، 472، بتصرف).

و في أثناء الحرب العالمية الأولى (1914- 1919م)، كان رجال الأرمن يَذبحون أطفال المسلمين في المناطق التي يستولون عليها، و كان المسلمون - كردِّ فعلٍ - يذبحون أطفال الأرمن في المناطق التي يسيطرون عليها.

شاهد عيان: بديع الزمان سعيد النورسي:

و لكن بديع الزمان (سعيد النورسي) رفَض هذا الفعل المنافي للإسلام، عندما كان شاهد عيان يعمل في الجيش، و حدث أنه تَمَّ تجميع ألوف من أطفال الأرمن في المنطقة التي يسيطر عليها النورسي، فأمر بإطلاق سراحهم جميعًا، ثم عادوا إلى عوائلهم التي كانت بعيدة عنهم، خلف الخطوط الروسية؛ مما كان له أكبر الأثر في امتناع الأرمن عن قتْل أطفال المسلمين، و تعاهد الفريقان على ذلك.

و حين استولى الروس على مناطق "وان" و "موش"، و واصلوا هجومهم على "بتليس" - رفض "بديع الزمان" الانسحاب من "بتليس"، مع أن الوالي "ممدوح بك" و القائد"كل علي"، هما اللذان طلبا ذلك؛ نظرًا لقوة المهاجمين، و قلة عدد المدافعين من القوات النظامية و المتطوعة.

لكن النورسي رفض الانسحاب و قال لهما: إن هذا الفعل سيجعل الأهالي الذين التجؤوا إلى "بتليس" من المناطق الأخرى، و أهالي "بتليس" نفسها - تحت رحمة المهاجمين، و من ثم فلا بد من الثبات و الدفاع عن "بتليس" و ما بها حتى الموت!

هنالك قال له الوالي و القائد: إن هناك ثلاثين مدفعًا في "موش" التي كانت قد سقطت قبل ذلك، فإن استطاع - النورسيّ - أن يأتي بهذه المدافع إلى "بتليس"، فيمكن حينئذ الدفاع عنها، و إعطاء الفرصة للأهالي؛ كي ينتقلوا إلى مكان آخر آمنٍ، و على الفور توجه "النورسيّ" هو و ثلاثمائة من المطوعين و وصلوا إلى "نورشين" ليلاً؛ حيث سحب الأعداء المدافع إليها، و استطاع بديع الزمان و رجاله أن يشيعوا أنه قد أتى و معه ثلاثة آلاف مقاتل إلى نورشين، فقذف الله الرعب في قلوب الجنود الذين كانوا يتوَّلون حراسة تلك المدافع، و استطاع هو و من معه من المتطوعة أن يذهبوا بالثلاثين مدفعًا إلى "بتليس"؛ مما كان له أكبر الأثر في صمودها أمام هجوم الأعداء، و تمكَّن الأهالي من الجلاء عنها إلى أماكنَ آمنة.

و قد كان (بديع الزمان) لا يلتجأ إلى الخنادق ليحتمي بها، و كان دائم الحركة في الخطوط الأولى؛ لبثِّ الشجاعة في صفوف المقاتلين، غير أنه - ذات مرة - خطر له أن ذلك الموقف منه ربما خالطه رغبته في حب الظهور و مخالفة الإخلاص، فعاد سريعًا إلى الخنادق مع جنوده.

و بعد ثماني سنين من ترْك "بديع الزمان" لبلدته "وان"، عاد إليها، و كان أول شيء فعله أن ذهب إلى مدرسته "خورخور"، فوجدها قد تهدَّمت، و وجد القلعة الحصينة العتيقة، و التي تقع المدرسة أسفلها، قد تهدَّمت هي الأخرى، لقد كانت تلك القلعة كتلة من صخرة صَلدة، صعد (النورسيّ) إليها و اعتلاها؛ ليرى الأرمن قد هدموا كل شيء فيها؛ البيوت و المدرسة، و الجامع، و كل شيء، و لم يبقَ غير حي الأرمن، الذين عاثوا في البلدة كلها فسادًا أثناء الاحتلال الروسي لها، لقد هدموا المباني، و قتلوا الناس، و أخذ (النورسيّ) يستعرض في خياله كل تلامذته الذين استُشهِدوا إبَّان تلك الهجمة الشرسة.

أحسَّ النورسي بحزن شديد يتملَّكه من فراق كل هؤلاء الأحبَّة، و استشعر ما سجله الشعراء و الأُدباء عن الفراق، و أحس بأن الموت خيرٌ من هذه الحياة، و كان في حاجة إلى من يُثبته، فقَفز إلى ذهنه أن الله هو المحيي المميت، و كل شيء عنده بمقدار، و أن هؤلاء الذين ماتوا ربما كان موتهم خيرًا لهم؛ إذ صاروا شهداءَ، و نجوا من نار الفتن، فعادت إليه سكينة الإيمان.

 
قراءة 1996 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 19:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث