قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 08 كانون2/يناير 2023 11:54

محاولة فتح العثمانيين لروما

كتبه  الأستاذة سارة سعد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بعد أن نجح العثمانيون في عهد السلطان محمد الفاتح في فتح مدينة أوترانتو الإيطالية في شهر أغسطس عام 1480م الموافق 885 هجرية، قرر السلطان الراحل -رحمه الله- أن يكمل فتح إيطاليا، حتى قيل إنه أقسم أن يربط حصانه في كنيسة القديس بطرس بروما، لكنه توفي فجأة في شهر مايو من العام التالي. و هذا يعني أن جيوش محمد الفاتح كانت على أعتاب إيطاليا. لذا قال المؤرخ و المستشرق البريطاني “ستانلي لين بول عن وفاة الفاتح: “إن موت محمد الفاتح أنقذ أوروبا؛ لأن الدور بعد أوترانتو كان على روما نفسها”.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ لماذا أراد الفاتح السيطرة على إيطاليا و روما عاصمة البابوية، و هل كانت هناك أسباب سياسية اضطرته لإطلاق حملة عسكرية ضخمة لإيطاليا، و ما كان مصير هذه الحملة بعد خروجها عام 1481م باتجاه إيطاليا وروما؟

كسر شوكة البنادقة

تمددت الدولة العثمانية و اتسعت أراضيها منذ نشأتها حتى سقوطها، فكانت تمتد من غرب الأناضول إلى بورصة وصولًا إلى أدرنة في البلقان الشمالي، لهذا أصبحت الدولة البيزنطية التي كان يتركز وجودها داخل القسطنطينية واقعة بين شقي الرحى مثلما يقال، إذ كانت بين فكي العثمانيين من الشرق و الغرب، و طوال عصور السلاطين منذ عصر محمد الأول حتى محمد الفاتح كانت هناك محاولات لفتح القسطنطينية، حتى تمكن الأخير في نهاية المطاف من فتحها في شهر مايو عام 1453م. و منذ فتحها و القسطنطينية مركز و قاعدة للعمليات العسكرية التي تقوم بها الدولة العثمانية في الشرق و الغرب، حتى أنها سهلت على العثمانيين مد سيطرتهم و سيادتهم إلى شواطئ البحر الأسود الشمالي و كييف عاصمة أوكرانيا، و البوسنة و الهرسك، و المجر و اليونان و ألبانيا، و سواحل البحر الأدرياتيكي الشرقية و شرقي البحر الأبيض المتوسط، و كان المنافس القوي للعثمانيين في هذا الميدان هم البنادقة.

كانت جمهورية البندقية تشمل مناطق واسعة من شمال شرق إيطاليا، و كانت هذه المناطق من أقوى الدول البحرية في فترة العصور الوسطى، حيث كان هناك 17 ألف عامل يعملون في ترسانتها البحرية، بالإضافة إلى 25 ألف بحار، و 3 آلاف سفينة تجارية و 300 سفينة حربية، و كانت البندقية مداومة على بناء 45 سفينة كل عام، كما كانت من المناطق الغنية جدًا بفضل سيطرتها على التجارة البحرية و إنتاجها للحرير و الصوف. و قد دخلت البندقية في صراع مستمر مع العثمانيين منذ القدم، من قبل سقوط القسطنطينية، حيث كانت تمد الحملات الصليبية بالمال و الرجال، حتى أنها ساعدت البيزنطيين أثناء حصار السلطان الفاتح للقسطنطينية، لكن بعد سقوط الأخيرة في يد العثمانيين اتخذت البندقية أسلوبًا آخر في التعامل، و بدأت تتبع سياسة دبلوماسية ظاهريًا، حيث وقعت مع الفاتح اتفاقًا تجاريًا و دبلوماسيًا عام 1454م، لكن في الواقع كانت تدعم الأمير الإسكندر بك الألباني؛ أمير ألبانيا في الخفاء، و هو الذي كان يقاتل بجانب صفوف العثمانيين ثم هرب و انقلب عليهم و تنصر مرة أخرى بعد أن كان مسلمًا، و ظل يقاوم العثمانيين لسنوات عديدة، لذا كانت البندقية تمده بالمال و الرجال.

و من جانب آخر كانت تحرض الأمير أوزون حسن التركماني حاكم تركمان شرق الأناضول ضد الدولة العثمانية، و تساعده بكل ما يحتاج، و حين اكتشف العثمانيون حقيقة تحركات البندقية ضدهم في الخفاء و اتباعها لهذه السياسة الخطرة معهم، فقد وقعوا معهم في صدام مجددًا بدأ منذ 1463م و استمر لمدة ستة عشر عامًا. و كان خطة السلطان محمد الفاتح هي حصار البندقية و كل مستعمراتها التجارية و الاستعمارية في اليونان و البلقان و بحر إيجة، و دخل معهم في سلسلة من المعارك استطاع بفضلها الحصول على نجربون أو أغريبوز؛ أهم ثغر بندقي على الإطلاق، و من ثم استطاع العثمانيون دخول ثغور البنادقة المطلة على بحر إيجة و البحر الأدرياتيكي واحدًا تلو الآخر، و بحلول عام 1478م استطاع السلطان محمد الفاتح حصار مدينة إشقودرة على الشاطئ الشرقي للبحر الأدرياتيكي، و هنا بدأت قوى البندقية تنهار، لذا قبلت بتوقيع صلح مهين لها عام 1479م، حيث تخلت بموجبه عن أراضي نجربون و أرغوس و أشقودرة بشكل رسمي لصالح الدولة العثمانية، كما قبلت بدفع عشرة آلاف دوقة ذهبية كل عام ضريبة على تجارتها في أراضي الدولة العثمانية.

و بهذا انتهت الحرب بين العثمانيين و البنادقة، بعد حصول العثمانيين على مناطق شمال ألبانيا، و إضعافهم لقوة البنادقة البحرية، و قد زادت قوة العثمانيين و زاد نفوذهم البحري و السياسي و العسكري على البحر الأدرياتيكي بالكامل، و بدأ السلطان محمد الفاتح بالتفكير بشكل جدي في غزو إيطاليا و فتح روما، حتى يصبح السلطان المسلم الذي استطاع السيطرة على القسطنطينية وروما معًا.

تفكير محمد الفاتح في غزو روما و إيطاليا

يقول المؤرخ التركي يلماز أوزتونا أنه كان واحدًا من بين أحلام و أهداف الفاتح أن يكون إمبراطورًا على روما موحدة؛ أي الدولة الرومانية الشرقية بعاصمتها القسطنطينية و الدولة الرومانية الغربية بعاصمتها روما، و منذ عام 1453م بدأ يعرف باسم قيصر روم (أي إمبراطور روما الشرقية)، لكن لكي يكون إمبراطورًا على روما كلها و يوحد الإمبراطوريتين الرومانيتين في أوروبا يجب عليه فتح إيطاليا و روما أولًا، و يؤكد المؤرخ التركي شرف الدين طوران في دراسته التي تحمل اسم “حملات الفاتح إلى إيطاليا”، أن الفاتح منذ أن كان وليًا للعهد و هو يتابع أخبار الدول الإيطالية على المستوى السياسي و العسكري و الاستخباراتي، و قد كان هناك جواسيس إيطاليون يمدونه بالمعلومات بعد أن أعلنوا ولاءهم له، و قد لاحظ الفاتح حينها حجم الخلافات الكبيرة و التنافس الاقتصادي و التجاري بين الممالك الإيطالية و جمهورياتها، و لأن الفاتح يعلم الأهمية الدينية و السياسية لإيطاليا، فقد وضع نصب عينه ضرورة فتح روما.

و لهذا حين استطاع الفاتح السيطرة على جمهورية البندقية و جعلها ضعيفة و واهية دبلوماسيًا و تجاريًا، و بعدما استولى على ثغورها في شرق البحر المتوسط و بحر إيجة و البحر الأدرياتيكي، بدأ يتطلع بشدة للسيطرة على روما، و كانت خطته تتمثل في الهجوم المباشر على السواحل الإيطالية من ناحية الجنوب، لا سيما مملكة نابولي التابعة لها جزيرة صقلية؛ و كان كلاهما يخضعان لنفوذ مملكة أرغون شمالي إسبانيا، بينما كان وسط إيطاليا الذي يقع بين البندقية من الشمال و نابولي من الجنوب؛ خاضعًا لسلطة البابوية. و لهذا أراد محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية أن يسيطر على روما، لأنه إن تمكن من ذلك يكون قد هدم قوة العالم المسيحي شرقًا وغربًا، و لهذا بدأ بوضع خطة بالتعاون مع كبار قادته، و أمر بتعيين كديك أحمد باشا كقائد سياسي و عسكري، و كانت خطة الانطلاق تتلخص في السيطرة على ثلاث جزر واقعة بين إيطاليا و سواحل البلقان في البحر الأدرياتيكي؛ و هم زانتا أو زاكينتوس و كفالونيا و إثاكا، كي لا تكون هذه الجزر عائقًا بين العثمانيين في البلقان والبحر الأدرياتيكي و بين المناطق المستهدفة في جنوبي إيطاليا.

و بالفعل استطاع الفاتح السيطرة على هذه الجزر الثلاث عام 1479م، و بحلول شهر يوليو عام 1480م انطلقت حملة بحرية عثمانية مكونة من 40 سفينة حربية ضخمة و 52 سفينة متوسطة و 40 سفينة إمداد و تموين؛ من سواحل البلقان الجنوبية المطلة على البحر الأدرياتيكي، و قد أصدر السلطان قرارًا حينها بجعل ولاية كيفالونيا ولاية مستقلة، مع تعيين رئيس الحملة كدك أحمد باشا واليًا عليها، و على كل ما سيفتح في إيطاليا بعد ذلك.

تبدد الحلم بعد أن أوشك على التحقق

في الثامن والعشرين من يوليو عام 1480م استطاع كديك باشا إنزال قواته؛ 18 ألف من المشاة، و 1000 من الخيالة، و عدد كبير من المدافع، بالقرب من قلعة أوترانتو في ولاية أبوليا الإيطالية، و على الرغم من أن أسطول البندقية كان راسيًا في قاعدة كورفو القريبة، لكنه لم يستطع التدخل بسبب معاهدة 1479م التي كانت بين البندقية و الدولة العثمانية، لهذا استسلمت قلعة أوترانتو بعد حصار دام أسبوعين فقط، حيث فقدت حينها 12 ألف من جنودها من أصل 22 ألف من الحامية. بعدها قسم كديك باشا جيشه لفريقين، انطلق أحدهما ناحية الشمال الشرقي باتجاه برنديزي، و الآخر ناحية الشمال الغربي باتجاه أوترانتو، و لهذا أرسل ملك نابولي حملة عسكرية لمساعدة الإيطاليين، مكونة من 20 ألف مقاتل، و اصطدمت هذه الحملة بالقوات العثمانية و اشتبكوا معهم، لكنهم لم ينجحوا في هزيمتهم ففروا هاربين إلى نابولي مرة أخرى، و بهذا استطاع العثمانيون السيطرة على الجنوب الإيطالي بالكامل في خريف نفس العام.

قرر كديك باشا بعدها العودة و ترك وراءه قوة عسكرية مكونة من 8 آلاف جندي عثماني بجنوب إيطاليا؛ في قلعة أوترانتو، بقيادة خير الدين مصطفى بك، و ذلك بعد أن وصلته رسالة من السلطان تأمره بأن ينتظره في الربيع القادم لينطلقا باتجاه روما و شمال إيطاليا لإكمال عملية الفتح. و بالفعل في الخامس و العشرين من شهر أبريل من العام التالي اجتاز السلطان الفاتح مضيق البوسفور متجهًا إلى روما، و وصل إلى منطقة أسكدار، و بقي فيها يستعد لإطلاق حملة كبيرة لإكمال فتوحاته على إيطاليا، لكن أصابته نوبة مرض فجائية من النوبات التي كان يصاب بها باستمرار؛ إذ كان مصابًا بمرض النقرس الذي لم يكن له حينها علاج، و توفي مباشرة بعد أيام قليلة في الثالث من مايو عام 1481م الموافق الرابع من ربيع الأول عام 886 هجرية.

و حين وصل الخبر للغرب عمت الأفراح، و قال المؤرخ و المستشرق الإنجليزي ستانلي لين بول: “إن موت محمد الفاتح أنقذ أوربا، لأن الدور بعد أوترانتو كان على روما نفسها”، و بعد وفاة السلطان استغل الأمراء الإيطاليون الأمر و حاصروا الحامية العثمانية في جنوب إيطاليا، و بعد مقاومة استمرت لمدة 6 أشهر اضطرت الحامية العثمانية للاستسلام لملك نابولي؛ بعد أن نفد منهم الماء و الطعام، و بهذا تبدد حلم فتح روما بعد أن كان على وشك التحقق.

قراءة 462 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 11 كانون2/يناير 2023 07:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث