حل شهر رمضان المعظم و المسلمين يشهدون هذا العام حالة من الإنحطاط لا مثيل لها في تاريخهم. نري الرأي العام في ربوع عالمنا منشغل بالعدوان الوحشي علي فلسطين غزة، بين متحسر و ساخط، علينا بالوقوف وقفة لنطرح بعض الأسئلة :
لماذا الوضع هو ما عليه في فلسطين ؟
لماذا عمالة الأنظمة بلغت هذه الدرجة من النذالة و الخزي ؟
لماذا تأخر الإصلاح السياسي الجذري في الكثير من دولنا ؟
لماذا لم يفهم بعد الفرد المسلم قيمة الإستقامة الأخلاقية و التمسك بقيمه و تجسيدها خير تجسيد كي يغادر حلقة الفراغ و عدم الفعالية ؟
ثم كيف تغاضينا عن رسالة الغرب عبر وعد بلفور "من يراهن علي الغرب يراهن علي السراب.."؟
نعم نعيش أحلك الأيام و عوض النظر في النتائج، الأحري بنا الذهاب إلي الحلول و طرح الأسئلة التي تفضي بنا إلي أجوبة مقنعة.
صدقت الأستاذة حواصلي عندما كتبت في مقالتها المنشورة في الموقع الأسبوع الماضي :" الجماهير لم تكن مستعدة أو مستوعبة لحركة التغيير و سننها و احتياجاتها" صحيح، فالفرد العادي في عالمنا المتخلف يتصور التطور و التقدم قضايا عفوية توجد نفسها تلقائيا و لن يرهق نفسه لإيجادها في واقعه اليومي. فمسلم هذا الزمان و أمام إستقالة التخب و دنيوية العوام يستعجل الفرج، يستعجله دون أن يكلف نفسه عناء تجسيده.
لهذا سنظل نراوح مكاننا إلي حين ما ندرك ضرورة العودة إلي المنبع و الأخذ بمنهج سيد الأنام لنفعله بمنظور الحاضر و المستقبل بعيدا عن التواكل و التكاسل.