(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 16 December 2023 09:47

"إنسانية آثمة"

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

نقف اليوم..

وكُلنا رجاءاتٌ كثيرة..

يختار المرء الصبر زاد، كمَا يحدث، والأفكار النابعة من خلايا الدماغتمارس لعبتها كل ليلة، فيعرف الفلسطيني أنه آثر النور، وإن تطلّب منه أن يضيع في النفق حتى يجد مخرجًا، يليق بروحٍ حاضرة العمر كله في ضيافة انتظاراتٍ لا تُحصى.

"سيأتي نهار" يُنهِي بهدوء ضجيج المسرحية الضخمة، والكل مُسافر يبحث عن ضالته في عالم ظالم متواطئ، ولن يجد حلمه في إنسانية آثمة.

النهاية مكتوبة ضمن سيناريُوهات القصة، والأسوأ من ذلك،على المرء أن يتذوق مُر حسرتهِ ويدحض نظرية: "الإدراك في زمن التفاهة".

لا نزال نطرح الأسئلة وننساها، فهل نسيان الأسئلة هو بداية البحث عن إجابة...وهل يجوز سؤال المذهول عما أذهله؟!

هل يحتاج الفلسطيني حنجرة أقوى؟

أظن أن حنجرته أصابها الصدأ، فمنذ خمس وسبعون عاما وهو يصرخ ولا مجيب.

منذ خمس وسبعون عاما لم تخل صفحات الجرائد ولا شاشات القنوات الفضائية من مشاهد تدمى لها العيون.. وتنسدل لها الجفون.. وتتفتت لها القلوب.. وتنهار لها العقول.. صفحات تتلون بلون الدم القرمزي.. هنا أشلاء طفل مبعثرة.. وهناك امرأة حبلى مبطونة.. هذا شيخ كبير يبكي أطلال أسرته.. وتلك أم ابيضت عيناها حزنا.. وأب مفجوع على أطفاله، والعالم في صمت غريب، والإنسانية غائبة في سبات.

في الفترة المعتبرة، والمحاولاتَ التي خاب مسعَاها في مكان لائقٍ على الورق، أصررت للأمانة في اللحاق بالأنباء المتسارعة القادمة من فلسطين، وهذا  ليس إلا محاولة لصُنع الفن نفسه الذي تلعبه القوى السياسية الاستعمارية على أنقاض شعب لا يريد الا كسرة خبز وبعضا من كرامة وحرية؛ فالأمر برّمته أكبر من حنجرة أقوى، وترددات عالية، إذا كانت الأيام نفسها تُفضل أن تنتظر، مُجددًا، لبعض الوقت إن كان لا مانع لدّى من يتنازعون على السلطة متناسين هموم وطن وشعب لا يؤمن بالروايات ولا بالشعارات الرنانة التي لا تؤوي طفلا ولا تطعم جائع.

بإمكان الكائن البشرى أن يتحمل العطش أسبوعا والجوع أسبوعين، بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف، لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة، لأنها أسوأ انواع العذاب والألم. كل هؤلاء الرجال الذين يتزاحمون على كسب السلطة على أنقاض الشعب لا أظنهم يتعذبون، ويضنيهم هذا الشعور المدر، هذا الشعور بان الشعب والأرض والهوية لا تعني لأحد شيئا على وجه هذه الأرض.. أشبه ولا أظنه محاولة خروج من عنق الزجاجة!!

لا تصدقوا من يقول إن القضية الفلسطينية قضية كباقي القضايا الحاضرة أو القضايا التي كانت في سالف الأزمان، بل هي قضية معركتها -في صفين الهلال من جهة والهيكل والصليب من جهة أخرى.

في غزة والضفة الغربية كبر أطفال الحجارة، وغذي أطفال الشتات أيضا -مع حليب أمهاتهم- قدسية الأقصى والقدس وواجب تحريرها، وكيف لا، وهم يقرؤون في كتاب الله العظيم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الآية 1 (سورة الإسراء ) صدق رب العزة.

عندما تكون قضية المرء فكر يختمر في عقله ويلازمه طيلة حياته، وعندما تكون قضيته منبثقة من عقيدة راسخة وهدي قويم تصبح متجذرة فيه يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وهكذا هي القضية الفلسطينية.

تفكيره قاصر، هو الذي يعتقد أن الموت هي أصعب ما يمر به الإنسان، ناسيا أن الأصعب هو أن يخطفه الموت وهو لا يحمل في جعبته ايمانا ويقينا بخالقه ومن ثم قضيته، وتفكيره قاصر من يبحث الخطوة الأولى فقط ويكسل عن التفكير فيما بعدها، من تبعات وحقوق الله عليه وواجباته تجاه نفسه وأرضه وعرضه!

أخيرا، لقد نسيت ما كتبت وهزني الفضول وآثرت الارتجال وانا أتابع أخبار الدمار في الوطن العربي خاصة غزة، وبمناسبة الارتجال اليوم استمعت لأنغام دبابة ساحرة، وتذكرت أنه اليوم الأول من الشتاءالموسمي، فأغمضت عينيّ، لم أستمع للأنغام بعينين مغمضتين منذ مدة طويلة، لا كلمات ولا صور ولا ألوان، صوت القذائف وأزيز الطائرات هو اللون والصورة والكلمة!

Read 380 times