(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 27 كانون1/ديسمبر 2022 10:15

لماذا أكتب عن نجيبة؟ 1

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

جزء أول
لا اعلم من أين سأبدأ.. و لكن هناك اختلاجات في النفس و سؤال يتكرر: لماذا أكتب عن نجيبة؟!
صحيح أن الكاتب يكتب ليفرغ طاقاته و مكنونات نفسه في ورقة و قلم، و أنه يكتب لنفسه، أما هنا فإني في شغف لأكتب عن أعظم امرأة في حياتي.
 ألا نحتاج احيانا في أن يشاركنا الاخرون ما نشعر به من ارهاصات.. ألا نحتاج الى مشاركة أفكارنا مع الآخرين.. الا نحتاج - حتى - إلى نقد لما تخطه اقلامنا سواء كان بناء أو هداما؟
ان أفضل ما يقدمه الكاتب هو اختلاجات نفسه اللحظية، و اصدق ما يخطه هي تلك الإرهاصات التي تتولد داخله آنيا فرحا كانت أم حزنا ام ثورة على واقع ما، فماذا لو كانت تلك الارهاصات تحمل في ثناياها شوقا، و شغفا الى من حملتني في أحشائها وهنا على وهن؟
و في كل الحالات تكون عباراته صادقة يصبها من أعماق صدره إلى ورقة عجماء بدواة حبر و قلم.
الكتابة دون شك تسعدني، كما تسعد كل الكتاب.. و لكن الأمر أكثر من ذلك، فالكتابة عن أمي " نجيبة "تشرح لي معنى الحياة و تزيل الغشاوة عن عيوني، بل و تفجر طاقاتي و أحزاني و همومي.. تتفتح بها قريحتي.. أغوص من خلالها في أحلامي و طموحاتي..
لا غرابة أنني أشعر الآن بضبابية و أنا أبحث عن كلمات لا تفيها حقها بأي حال من الأحوال، فيمحى كل شيء من ذاكرتي إلا صورتها، و الأصوات تتخامد في أذني إلا صوتها يزداد عمقا و وضوحا؟!
هناك دوما شخص واحد يعتبر الخسارة العظمى في حياتك، و من بعده كل الخسائر تهون و تتدنى، قيمتها تماما كطعنات الزمن.. الطعنة الأولى هي المؤلمة و ما بعدها ترهات ألم لأن الإحساس يكون قل أو انعدم.
تحرير الفكر لا بد أن يسبقه تطهير الروح و النفس أيضا، و القليل القليل يفعل هذا، لكن أمي لم تكن تحتاج إلى هذا، فهي طاهرة الروح و النفس بطبيعتها، جبلها الله سبحانه هكذا، طاهرة بروحها و عفويتها و فطرتها.. و لكن هل أنا كذلك؟
أكتب الآن بشعور العيش في الماضي، في حضن أمي، و كأن بي استحضر النقاط المضيئة فيه، حتى لا أعيش على هامش الحياة..
حتى هذه اللحظة لست أدري من أين أبدأ؟! و هل تطاوعني الكلمات؟؟
قراءة 562 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 04 كانون2/يناير 2023 07:57