قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 02 نيسان/أبريل 2023 08:07

خاتم أمي

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
بدا في صباح ذلك النهار منتعشا، ذلك الطفل ذو الستة أعوام و هو ينتظر بشغف ذهابه مع أمه للتسجيل في المدرسة.. كان يوما يبشر بتحقيق الحلم و يصبح طالبا كما الطلاب الآخرين لطالما هذا الحلم دغدغ عقله.
2-
في سبعينيات القرن المنصرم و في قرية نائية فوق هضبة تكسوها الخضرة - في أطراف تلك العاصمة - تقبع دار ذلك الطفل الذي حمل منذ نعومة اظفاره هموم وطن لم يحمل همومه.
عاش ذلك الطفل في كنف عائلته المكونة من والديه و أخ ثلاث أخوات و جدة، و بالرغم من الفقر الذي كانت تعيشه تلك العائلة، إلا أنهم كانوا سعداء بحياتهم، فالكل كان يعمل- الأب و الأم و الجدة و حتى الأطفال- حتى يستطيعوا التغلب على ضنك العيش، كانت آثار التعب و الإرهاق قد سطرت اخاديدا على وجوه تلك العائلة.
3-
بالرغم من ذلك، كانت سعادتهم عارمة عندما يلتفون حول مائدة الطعام البسيطة في آخر النهار التي لا تتعدى حساء العدس أو الفول و بعض المقليات كالبطاطا ، يتساءل ذلك الطفل: هل للفقراء نصيب حتى لو كانت في أرجل الدجاج, فقد سمع مرة من احدهم أن أرجل الدجاج تحتوي على مواد مفيدة للإنسان مثل البروتين..
في تلك القرية عاش ذلك الطفل ذو الست سنوات، كان يراقب الأطفال صباحا و هم ذاهبين إلى مدارسهم..
4-
يبتسم و يترقب بحرقة ذلك اليوم الذي سيذهب به معهم إلى المدرسة.
و بدأ حلم ذلك الطفل متمردا على واقعه، تساؤلات كثيرة تطرأ على عقله، لماذا نحن فقراء؟ لماذا نحن نعيش في بيت متهالك؟ ما الفرق بيني و بين أقراني؟ هل سأذهب الى المدرسة مثلهم ام لا؟
توالت الايام بطولها و عرضها.. بحلوها و ضنكها.. و انتهت العطلة الصيفية لطلاب المدارس.. و ها نحن مقبلون على بدء السنة الجديدة.. كان لزاما على المستجدين من الطلاب ان يتوجهوا الى مدارسهم لاستكمال اجراءات الالتحاق و القبول في الصف الاول الابتدائي.. كانت المسافة بين المدرسة و بيته خمس كيلومترات.. بوديانها.. و صخورها و وعورة الطريق اليها، لكن طبيعة حياته و نشأته الريفية صقلته تماما.. كان كل همه ان يعيش الحياة بطبيعتها كما يعيشها أقرانه.. فهو لم يعش طفولته؟
5-
كان يجمع مصروفه و ما يحصل عليه من عمله في المزارع ليدفع رسوم المدرسة و نفقاتها.. التسجيل في الصف الاول الابتدائي.. كان يوما عصيبا عليه و على امه، ذهب معها مشيا بحذاء مقطوع و مع ذلك كانت الفرحة تتسع لها الدنيا في قلبه.. قدمت امه اوراقه من شهادة ميلاد و دفتر التطعيمات و صور شخصية و دفتر العائلة...الخ
و لكن بقي الجزء الاهم.. الرسوووووووم ، فهو يعيش في بلد ليس فيها اي شيء مجاني، حتى الهواء الذي يتنفسه لا بد ان يدفع ثمنه!!
طلبوا من والدته مبلغا لتغطية الرسوم و النفقات، اغرورقت عينا أمه بالدموع فهي لا تملك هذا المبلغ.. شعر الطفل في تلك اللحظة انهم يغتالون حلمه كما اغتالت الدنيا طفولته.
قدمت الأم خاتم زواجها كتأمين لهم حتى تستطيع تأمين ما تبقى من رسوم و نفقات، لكنهم رفضوا بحجة ان وزارة التربية تريد المبلغ نقودا...
6-
عاد و أمه يجرون اذيال الفشل، حتى أنه شعر أن حلمه بدخول المدرسة بدأ يتحطم..
في طريق العودة- و الأم تحاول اخفاء دموعها- مع تتابع أسئلته، لماذا لم يقبلوني في المدرسة؟ هل ستؤجلين دخولي المدرسة للعام القادم؟ لماذا لا اذهب مع ابن عمي محمود الى المدرسة؟ و الأم تبكي بحرقة حتى كاد قلبها ان ينفطر!!
وصل مع أمه الى بيتهما المتواضع، هرب إلى زاوية في البيت يبكي..
توضأت أمه للصلاة و دموعها تغنيها عن الماء الذي اختلط بها..
الله أكبر، قرأت الفاتحة و بدأت صلاتها، كان ينظر اليها و كأني به يقول:
" أنت معزوفتي الجريئة التي يتراقص عندها العالم بأقدام حافية"..
أكملت الأم صلاتها و دعت بما شاء الله لها ان تدعو.. ثم قامت تبحث في أرجاء البيت عن لقيمات تسد به جوعها و جوع فلذة كبدها.. فقررت الأم بيع خاتم زواجها و هو ما تبقى لها من ذهب عرسها.. هاجت الأصوات و ماجت ما بين موافق و معارض...و في النهاية كانت الغلبة لمن وافق على بيعه...!!
كم كانت الأم حزينة عند اتخاذها قرار التخلي عن خاتم الزواج الذي يشكل ثروتها الوحيدة و ذكرى الحدث المقدس بالزواج، و لكنها آثرت مستقبل فلذة كبدها على مشاعرها.
7-
" كان خوفه يعانق خوفه و يحنو عليه، فالألم هو التذكير الوحيد أن كل شيء كان حقيقيا" و مع ذلك توالت نجاحاته لشعوره بالمسؤولية اتجاه أسرته و دعوات أمه و تضحياتها بعد التوفيق من الله، حتى أصبح الان شخصية معروفة في المجتمع، لم ينس قريته فهنالك بعض الأماكن تتذكرها و تشتم بها رائحة ماضيك، و كأنها تعيد الزمن إليك بطقوسه، ساعاته، ذكرياته، و كل ما هو فيه الآن سببه خاتم أمه رحمها الله.
8-
"يوما ما ستبدو فخورا بكل الصعاب التي واجهتها بحياتك، بكل لحظة خوف، توتر، قلق، سهر؛ ستبدو فخورا جدا بعبورك.. فاجعل رضى الوالدين نصب عينيك، فلن يجد المرء الشغف و الحب و العطاء دون مقابل إلا عند أمه، فهي تمنح الأشياء بريقها عندما تحملها في شغاف قلبها، فلا تجعلها شاحبة ".
قراءة 386 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 05 نيسان/أبريل 2023 08:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث