(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 16 April 2023 07:56

"السودان، موت سريري أم خروج من عنق الزجاجة"

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

في الفترة المعتبرة، و المحاولاتَ التي خاب مسعَاها في مكان لائقٍ على الورق، أصررت للأمانة في اللحاق بالأنباء المتسارعة القادمة من السودان، ليست إلا محاولة لصُنع الفن نفسه الذي تلعبه القوى السياسية على أنقاض شعب لا يريد الا كسرة خبز و بعضا من كرامة و حرية، و للصدق أكثر، راعي الحرفة وحده، من لا تخفى عليهِ أسرارها.
الوصول مُتأخرًا نعمة، و أعرف الآن أن الأمر برّمته أكبر من حنجرة أقوى، و ترددات عالية، إذا كانت الأيام نفسها تُفضل أن تنتظر، مُجددًا، لبعض الوقت إن كان لا مانع لدّى من يتنازعون على السلطة متناسين هموم وطن و شعب لا يؤمن بالروايات و لا بالشعارات الرنانة التي لا تؤوي طفلا و لا تطعم جائع.
يقف السودانيون اليوم، و كُلهم رجاء كثير.. و ليس لهم خيار غير الصبر زاد، كمَا يحدث، عندمَا تُحب الأفكار النابعة من خلايا الدماغ، أن تمارس لعبةً كل ليلة، فتعرفَ أنك آثرت النور، و إن تطلّب منك أن تضيع في النفق حتى تجد مخرجًا، يليق بروحٍ حاضرة العمر كله في ضيافة إنتظاراتٍ لا تُحصى.
"سيأتي نهار" يُنهِي بهدوء ضجيج المسرحية الضخمة، المخرج نفسه، و الممثل نفسه و المنتج نفسه، و السوداني هو المُسافر، الذي وجد أخيرًا ضالتهُ، أو وجدتهُ هِي كنهاية غير مكتوبة ضمن سيناريُوهات القصة، أو أسوأ، كان لابد أن يتذوق مُر حسرتهِ و يدحض نظرية: "ما تبحث عنه يبحث عنك بالمقابل. " تدفع ثمن أخطاءك المقصودة، و تنسى عدم كتابتك لإحتمالاتٍ أخرى واردة، لا لقاءاتٍ مُبللة بشوقكِ عند النهايات السعيدة.
سيبقى السوداني المواطن في جلوس دائمٍ، في انتظار النهار الذي يرسم خريطة العمر من جديد.
لن تكون المعاناة اقل وطأة من الساعات المقبلة.. بعدها ستتسلل النفس بعيدا عن قرب.. تحاول استعادة تلك الأطلال الساكنة.. فإما أن يتقافز القلب كأيل صغير يلجم القلم أمام هديل من المشاعر ينفثها ماض جميل لوطن عربي ضم الأمن و الأمان! و إما؟!
المتقبلون لمشاعرهم و هم يمتطون أعتى الأسلحة و الدبابات: هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية، دون محاولة تغييرها، و يبدو أن هناك مجموعات من المتقبلين لمشاعرهم: المجموعة الأولى، تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة، و من ثم ليس لديهم دافع لتغييرها. و المجموعة الثانية تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية، و مع ذلك فحين يتعرضون لحالة نفسية سيئة، يتقبلونها كأمر واقع، و لا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم. و هذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس.
بإمكان الكائن البشرى أن يتحمل العطش اسبوعا و الجوع أسبوعيين، بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف، لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة، لأنها أسوأ انواع العذاب و الألم. كل هؤلاء الرجال الذين يتزاحمون على كسب السلطة على أنقاض الشعب لا أظنهم يتعذبون، و يضنيهم هذا الشعور المدر، هذا الشعور بان الشعب و الأرض و الهوية لا تعني لأحد شيئا على وجه هذه الأرض.. أشبه و لا أظنه محاولة خروج من عنق الزجاجة!!
هزني الفضول و آثرت الارتجال و انا أتابع أخبار الدمار في سلة الوطن العربي، و بمناسبة الارتجال اليوم استمعت لأنغام دبابة ساحرة، و تذكرت أنه اليوم الأول من الشتاء، موسمي، و أغمضت عينيّ، لم استمع للأنغام بعينين مغمضتين منذ مدة طويلة، لا كلمات و لا صور و لا ألوان، صوت القذائف هو اللون و الصورة و الكلمة!

Read 408 times Last modified on Thursday, 20 April 2023 18:19