(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 03 May 2023 21:05

أن يغالبني النور.. ألا تهزمني العتمة

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

بسم الله نخوض دروباً جديدة آملين ألا نتعثر، فالأسهل ليس دوما هو الأجمل، إذا كان الطريق سهلًا فعليك اختراع الحواجز، لتشعر أنك تفعل شيئا ذا قيمة.
كنت أقول إنني مُتعب، و لا زيادة عن هذه الأحرف الأربع، أما اليوم، فأقول أنا هادئ.. و أظن أنها أربعة أحرف، أشد ألمًا، و أقوى تأثيرًا من سابقتها؟!
لابد لكل إنسان من أن يجد و لو مكانًا يذهب إليه، لأن الإنسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما، إلى أي مكان. اللّه، وحدَه يعلَمُ كيفَ تداعى هذا العالمُ على صُدورِنا في الآونَةِ الأَخيرة، وحدَه يعلمُ بأنَّ ضجَرًا مَقيتًا يفتِكُ بأرواحِنا كلّ نَهار، وَ في المَساءِ نلتَحِفُ الأَرَق، تغدُو أرواحنا مَوطِنًا لِلتعبِ إذا ما صارَ الأرقُ غطاءَ القُلوب.
قلوب غضة، و عالم قاس، فسحةَ حياةٍ مِن الحياةِ نحاول سرقتها، و لكننا نعود دوما بخيبةٍ تُعادِل أعمارَنا كلّها، كيفَ للطّفلِ القابِع داخِلنا أن يتصالحَ مع فِكرةِ الشيبِ في الرأس؟ أن يُؤمَنَ أنّنا في يوم أو يومين كَبُرنا؟
حتى لو كان كل شيء بعيدًا، أعدنا صياغة كل جميل في أذهاننا، وهبناه القلب وطنا، و جعلنا الصدر للعاصفة سكنا، و الفم كهفا لكي نتمكن من الاجتياز.
ليست كل الأماكن و لا كل العلاقات تشعر فيها و معها أنك في حالة نفسية جيدة.. بعض الأماكن تعاني من الاضطراب بمجرد أن تدخلها أو حتى تفكر في عبورها وبعض العلاقات كذلك.. و بعضها تشعر فيها بميلاد جديد.. عبق من النور يلف تقاسيم وجهك.. يرخي أسداله على وجنتيك.. هذا هو ضوء القمر الذي كان الهام على الساحة الكبيرة يسكب في نفسي توقا إلى عالم جديد، إلى حياة جديدة.. إلى ليل جديد! و بلا شعور- ستتخلى عن كل فكرة تتعلق بالمستقبل، و عن كل فكرة تخص الماضي، ستهمل كل صورة و كل تجريد، و تعيش الحاضر، في تلك اللحظة ينبثق الاستغراق!
الحياة تمضي حتماً و لا أحد يستطيع فرض إرادته على مجرى الوجود المتقلب، لا شيء يدوم، و لا شيء يستمر، و لا شيء يبقى إلى ما لا نهاية، الكل يتحول ليؤول إلى الهلاك يوماً ما. وقتية الاشياء و تقلبات الوقت الدائمة تميز شرط حياتنا الزائلة..
قد يتهاوى الصحب كما تتهاوى الاوراق من غُصن الشجر.. فيمرُ شتاء وحدةٍ على النفس ... ثم يسطعُ ربيع أملٍ على الدرب.. فتنبت الحياة ...أو ليس بتبديل الورق تنمو أغصان الشجر؟!أواه، كم هو غامض ذلك الشيء ، ذلك الهيكل المتفرع للحياة: ففي كل لحظة تمر يشعر المرء بأنه على مفترق طرق، بين "هكذا" و"بطريقة أخرى"، و بعدد لا يحصى من الخطوط المتعرجة الباهرة ذات التفرع الثنائي و الثلاثي، في مواجهة جزء من الخلفية المظلمة للماضي... في لعبة الحياة.. لا يمكننا إحداث حيوات أخرى.. قد لا يعجبنا ما ولى و ذهب من الماضي، و قد نحتاج الى غد لا وراء امامه.. قد نخاف الحاضر أن يأخذنا منا، و أن ينسينا أنفسنا.. أما المستقبل فلا يستحق الانتظار.. كيف نثق بما لا نراه إلا إن خرج بثياب الأمس؟!و لكن أحيانا، قد يجد الإنسان نفسه وحيدا.. يتوغل في ذاته وحده.. يرهقه ماض ذهب.. و يقلقه حاضر كئيب.. و مستقبل مجهول.. يجد نفسه وحيدا تماما كمنظر الغروب الجميل يفكر..  يسرح بخياله و يقول:
"هذا الجمال لا قيمة له لان لا أحدا يشاركني إياه، و لكن لن يغالبني النور.. و لن تهزمني العتمة "

Read 294 times Last modified on Saturday, 06 May 2023 08:02