(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 15 أيار 2023 03:18

"حافة الزمكان"

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
هل يمكننا أن نسافر إلى الماضي، أو نرحل إلى المستقبل؟
...الناس تسرع مهرولة إلى خارج الزمان..
صور و أشباح أمامه.. يتصورها..
يراها.. يحاول اللحاق بها..
الكل يعلم إلى أين هو ذاهب.. إلا هو!!
أراد اللحاق بالركب.. قفز من متكئه ليلحق بهم..
رائحة من البخور و العنبر تملأ المكان..
رائحة الموت تملأ أنفه..
و اللوح الخشبي على الأكتاف يسارعهم.. يتخطاهم..
حفرة عميقة في الانتظار..
دموع الحاضرين و دموعهم طغت على صمت المكان..
على شفير ألسنتهم مليون علامة تعجب!!
قبل أن تنبس اللغة الأنثى، قبل أن تمتد حبال أمزجتها إلى قعر الرغبة..
قبل أن تبتل صدورهم بماء الكلام، ثمة ظمأ لزبد الثرثرة على شط الأفواه..
ألف آه لا ترويها كل اختلاجات صدورهم.. و دقات قلوبهم..
ترى هل تستطيع نظراتهم المصدومة البوح بالمكنون، قبل أن تنعقد ألسنتهم..
يستبد به القلق، تتبعثر خطواته، تنتفض جوارحه...
ينقطع حبل اللغة في حشاشة صدره..
ينظر بحسرة، يخبئ وجعه ...يغيب في دهاليز حياته..
لا يكاد يسمع رجع صداه إلا هو...
على حافة الكلام.. يبحث عن كلمات..
يبحث عن حروف..
يبحث عن سكون..
تخونه العبارة، يجهش بالبكاء...تمتد يديه..
تلتقط قبضة من هواء الحزن تعتصر قلبه..
عيناه، مثقلتان بالإجهاد و التعب..
لم يستطع أن يخفي سطوره..
يشيح بوجهه، يحملق في غياهب الصمت..
ينظر في المرآة إلى وجهه الشاحب..
يبست شفتيه الظمأى لماء الكلام..
يعود قلبه للخفقان..
خفقة تلو خفقة.. تنهيدة تلو تنهيدة..
يحاول السير على حافة الكلام..
تعنت التضاريس الوعرة أفقدته القدرة على الكلام..
على أطراف الزمكان أسند رأسه..
يتساءل، على حافة الكلام.. هل من متسع للغة؟
أم يبق الصمت أعمق؟!
قراءة 285 مرات آخر تعديل على الإثنين, 15 أيار 2023 04:58