هرولة إلى حيث لا مكان، الناس تسرع مهرولة إلى لامكان، حصانه امتطى حصانه الياباني المتهالك و أسرع يهرول معهم إلى حيث اللامكان، لا أحد يعلم إلى أين هو ذاهب.. المهم أن يهرول مع الجموع؟
سأل أحدهم: إلى أين نحن نهرول مسرعين؟! لا إجابة
تائهون، ممزقون...يركضون إلى لا مكان
الله أكبر، الإشارة حمراء أمامه و أمامهم.. و توقف مفروض على الجميع، و الطريق ملئ بالمطبات و أنفاس المهرولين!
تبا، لهذه الإشارة.. يا ليتني هرولت بسرعة أكبر لأكون في أول المنطلقين؟
الثواني تمر بطيئة كأنها سنين..
أنظر إلى الساعة حيناً و إلى الإشارة حيناً آخر..
أضاءت الإشارة باللون الأخضر إيذانا بالانطلاق.. ضغطت على دعسة بنزين السيارة و انطلقت بسرعة ملحوظة و صوت منبه السيارة قد أزعج الجميع.. لا يهم، المهم أن أصل قبلهم إلى حيث لا يعرفون.. انطلق الجميع.. تجاوزت الأول.. كدت اصطدم بالثاني.. قيادتي للسيارة أفزعت من حولي..
حاولت أن أسرع.. لكنني لم أستطع..
مضى الوقت.. و ضاع الموعد مع اللامكان..
إلى أين أذهب؟ احترت في الإجابة.. أطلقت زفرة من صدري.. ياليتني كنت أعرف ذلك اللامكان.. فاجأني الموقف.. سكت برهة و لم أتكلم.. ارتفع صوت الآذان.. اهتزت جوانحي.. ارتعدت فرائصي.. رعشة سرت في أطرافي.. كان يردد "الصلاة خير من النوم"..
صدقت، الصلاة خير من النوم...توضأت و خرجت أهرول الى المسجد، مشيت في الطريق و كأني لا اعرفه
نسمات الفجر تعاتبني، أين أنت ؟!مرحبا بالنائم الذي استيقظ أخيرا!!