كنا في السنة الثانية من وباء كورونا كوفيد-19، في يوم من تلك الأيام، كنت جالسة أطالع خبر إلكتروني في أحد مواقع صحفنا فإذا بي أعثر علي هذه السطور مرفوقة بعنوان عريض :
"الأخصائيين الإجتماعيين الجزائريين يدقون ناقوس الخطر كون المجتمع الجزائري يتجه بخطوات سريعة نحو شيخوخة أفراده و جماعاته و علي الإقتصاد و نظام الضمان الإجتماعي التكيف مع هذا المستجد و توفير خدمات لشيوخ و عجائز ليس لهم محيط عائلي يعتني بهم كون معظمهم إما عزاب و إما التكافل الإجتماعي ضعيف أو منعدم."
شعرت حينها بالشفقة علي مجتمع جزائري تحررا فيه الرجل و المرأة علي السواء من أي إلتزامات عقائدية في الزواج و الإنجاب و ضمان نسل قوي و صحي لدولتهم.
في زمننا الجزائري و الجزائرية مشغولان بطموحاتهم المهنية الغير المعقولة علي حساب دورهم الطبيعي في أن يكونوا أزواج صالحين و أباء و أمهات صالحين. فالزواج في الجزائر اليوم يتم لمجرد إقامة حفل الزفاف، فرقص و مغني و بذخ و إسراف و لباس باهض الثمن و مجوهرات و يا ناس شوفوني ثم عند إنتهاء مراسم حفل الزفاف يقع الطلاق و يذهب كل أحد في طريقه غير عابيء علي الإطلاق بقيمة و مكانة الميثاق الغليظ.
*****************
في 1445 ه أي 2023، أعدت التفكير في الأمر، فوردت علي بالي هذه الأفكار :
الشيخ و العجوز لا يخشي عليهما اليوم لأن معظم الخدمات التي كانت تتطلب منهم التنقل و إضاعة وقت و جهد كبير في الدوائر الإدارية أختصرت رقميا و حتي المساعدة في تمريضهم و القيام بإحتياجاتهم الربوت سيحل مثل هذا المشكل ما دام بقية الشباب المفكر و الذكي لدينا له قابلية في إختراع لنا ربوتات بالجملة.
المثير أن أكثر ما سيفتقده شيوخنا : الدفيء العائلي و إهتمام ذوي صلة الرحم بهم، في زمن لا يسئل أحد علي أحد أي كانت مرتبته أخ، أب، زوج، إبن، عم، خال، جد، فالجميع منصرف إلي أمور الدنيا الفانية، و الوحدة ستضرب أطنابها علي شيوخ بذل بعضهم الكثير من اجل شباب العائلة و ضحوا تضحيات جسام من أجل وطنهم لكن في الوقت الذي من المتوقع أن يجدوا العون و العطف و الإهتمام من ذويهم ستقابلهم جدران صماء، ترد لهم صدي اصواتهم الهزيلة و كفي....