"من فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه أو ينقص ، و أن يعلم نزعات الشيطان أنّى تصير"
ابن مسعود رضي الله عنه.
أنفع العلم علم الإنسان بنفسه، هل يزداد الإيمان عنده أو ينقص؟ و هذا هو الهدف الذي يطلب من أجله العلم ، معرفة زيادة الإيمان و أسباب نقصه. العلم لا يطلب للنقل، و لوعظ الناس و للتأليف، و لأن يقال فلان عالم ، و إنما يبتغى لتتحقق به النجاة في الدنيا و الآخرة ، و للعمل به، و لهذا كانت طريقة السلف في طلب العلم هو الإقلال من العلم مع العمل، كلما تعلموا عملوا ، و مشكلة الناس في هذه العصور التوسع في العلم حتى يكون العلم حجة عليهم. على المسلم أن يعرف موقعه من الأمّة و أن يعرف من هو، لا بد من وقفة صدق، أن يقف المسلم مع نفسه، من أنا؟
إن كان من أهل العلم فعليه واجب، و إن كان من دونه فعليه واجب، فإن لم نصدق مع الله و قصّرنا فسنؤاخذ على هذا و نحاسب فلا بدّ من الصدق، و أن يعرف كل منّا موقعه، و ينظر إلى نفسه النظرة الشرعية، التاجر المسلم عليه واجب، الأغنياء عليهم واجبات، المرأة في بيتها عليها واجب الطالب عليه واجب، فكل مسلم عليه واجب عليه أن يراعيه و يقوم به ويحققه علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا في معرفة الواجب الذي أوجبه الله علينا. و الله لن نُسأل عن واجب الإمام، و لن تُسأل المرأة عن واجب زوجها، و لن يسأل الطالب عن واجب المدرس لن يسأل الرجل العادي عن واجب الوزير هل قصّر؟ كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته، فلا بدّ من معرفة هذا الأصل. و إن وجد خلل في الأمة هذا لا يعني تخطي هذا الباب، و الذي أحسن الظن بنفسه و ظنّ أنّ الأمة غفلت فعليه أن يناصح إن كان لابد فينبغي أن نراجع أنفسنا كي ندرك بعد ذلك الخلل.