في يوم ما كنت جالسة أستمع إلي أم :
"إبني في مرحلة ما من عمره، بات حيوي لدرجة انني كنت امضي وقت لا بأس به في الإستماع إلي شكاوي معلميه."
و حينما تمس عدوي الحيوية أكثر من إبن، تتعقد الأمور و بالمناسبة أذكر ما جاء علي لسان طبيب أطفال :
سئلت أم عن سلوك إبنها بين التاسعة صباحا و الثالثة مساء، فردت علي هكذا " لا أدري دكتور، ببساطة لست بالبيت لأتابعه فأنا اعمل بدوام كامل."
كيف يلقي إهتمام طفل من أولياء مشغولين بطلب الرزق ؟ و كيف نوجه أم حائرة، لا تدري كيف توفق بين عمل خارج البيت و مسؤولياتها داخل البيت خاصة ناحية أطفالها.
عادة ما تكون الحيوية الزائدة للطفل رسالة للأولياء مفادها "أريد حلول لطاقتي الزائدة." عندئذ يتعين علي الأم أن تكون الأقرب، و طيلة فترة النمو خاصة السنوات الإثنا عشر الأولي الطفل في حالة نمو و تكوين و إن لم نتابعه، العواقب تكون وخيمة عليه و علي محيطه ككل.
الإعتماد علي معلم أو استاذ له 40 تلميذ و أكثر في القسم مجازفة كبيرة، و من الصعب مطالبة المحيط المدرسي بما يعود من مهام إلي الأم، فالمدرسة في أيامنا ترافق و لا تربي و لا تعالج...
لا يجب النظر إلي الحيوية الزائدة علي أنها مشكلة، بل ظاهرة صحية لها حلول، عادة ما يعبر الطفل بكلمات أو إشارات و حركات عما يقلقه و لا بد من متلقي في هذا الوضع بالذات...نحتاج من حين إلي آخر إلي جلسات بوح و لا يثق الصغير في شخص مثل ثقته في والديه، لهذا من المفيد و المرغوب فيه أن تخصص الأم وقتا لطفلها و ليس هناك افضل من النشاطات الحركية لتمتص الحيوية الزائدة هذا و لا أحد سيعتني بالأبناء مثل أولياءهم اي كانت إنشغالات هؤلاء.