في مجلات الديكور، هالني أن معظم مقتنيات الناس في هذا الزمان مستعملة اي سبق و ان استهلكت و وقع التخلي عنها، فيعاد تهيئتها و بيعها ثانية و راجت هذه السوق رواج كبير بحيث أصبح لها رواد و زبائن منتظمين و عددهم في تزايد مستمر.
فإستحضرت ما كتبه في 2014، الخبير الإقتصادي جيريمي ريفكين عن المواد المستعملة كلباس، أثاث، أدوات و قطع غيار سيارات أو الأجهزة الكهرومنزلية و كيف أن الأنترنت يسهل عملية تبادل كل هذه المنتجات المستعملة. فهل النظام الرأسمالي إنهزم أخيرا أمام إرادة أغلبية لم تعد مستهلكة بمقاييسه ؟
القديم افضل من الجديد هذا ما تعلمته من مطالعاتي، فدقة الصانع في الماضي أفضل من لمسة الآلة و ذوق الماضي لا يضاهيه ذوق اليوم و المعروف أحسن من المجهول. و مثل هذا الميل يفسر ثقة الناس بكل ما اثبت جدواه و صلاحيته. في بعض الدول المتطورة كل ما هو كهرومنزلي يغير كل عامين أو أحيانا بضعة اشهر ليجد المارة و المهتمين أنفسهم أمام بضاعة لازالت جديدة و حديثة الإستعمال. و القديم في متناول جيب المستهلك و يضفي رونق خاص علي المكان و الديكور بصفة عامة.
فهل كل هذه العوامل تفسر الظاهرة ؟
نعم و لا، ليس هناك أفضل إقتصاد من إدخار المال للنوائب و تدوير إستعمال بعض الأشياء، لهذا الحفاظ علي ما هو تحت تصرفنا عادة حميدة و ليس كل ما هو قديم لا يصلح. علمتنا التجربة أن ليس كل جديد مفيد و الكماليات مكلفة و في بعض الأغراض حنين للماضي لا يقاوم...