ثورة غيرت كل شيء في حياة الإنسان الجاهلي من أصغر الأمور إلي أكبرها. و هذه الثورة المباركة جسدها محمد صلي الله عليه و سلم عبر آية11 سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) و هذا ما عشناه طوال فترة رسالة محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم أي ثلاثة و عشرون سنة.
في أيامنا هذه، نحن نعيش علي وقع ترنح و سقوط عصر أذيال الإستعمار، فالغرب الإستعماري بوجهه البشع لم ينسحب أبدا من دول العالم المستضعفة، كل ما فعله أنه إنسحب ظاهريا و ترك خلفه أذنابه من المستبدين و هؤلاء من أجل البقاء فعلوا ما لم يفعله الإستعمار البغيض.
الظلم عمره قصير، و مهما يتجبر الحكام و مهما تبطش البطانة الفاسدة، يأتي اليوم الذي تنفجر فيه الثورة من أعماق الشعب، ثورة عارمة تكنس كل شيء في طريقها. هذا ما لا يفكر فيه الطغاة، واثقين من تحالفاتهم الداخلية و الخارجية لكننا جميعا رأينا موقف الجيش التونسي الرزين من الطاغية و وقفنا علي تخلي إدارة اوباما عن فرعون مصر. لكل إستبداد نهاية محتومة و هذا يزيدنا ثباتا و تصميما علي مطالبنا، فلا بديل عن التغيير الجذري و نحن في سوريا مثلا لا نطالب بالإصلاح، ماذا في وسعنا الإصلاح مع أسرة حاكمة يديها ملطخة بدماء الشعب السوري و كيف نحاور من أعطي الأوامر لإطلاق النار علي المتظاهرين السلميين و ما الذي نصلحه و النظام كله ينبغي إستبداله ؟
نحن نعيش اليوم فوز حزب النهضة التونسي و قد رأينا يوم إنتخابي تاريخي في عمر تونس المستقلة. ها أن الشعب التونسي حسم إختياره و أعطي الثقة لأبناء النهضة، و هذه الثقة سيبني عليها مناضلي الحزب الفائر مع كافة المناضلين في تونس صرح الحرية و العدالة، لا خوف علي حزب النهضة و أعضاءه من الغرور و الثقة المفرطة بل عليهم أن يعملوا اليد في اليد مع من يهمهم مصير تونس، فهذا البلد الصغير الكبير بشعبه، هو الآن النموذج الذي نريد له النجاح.
و النجاح ثمرة عمل دؤوب و تواضع و إلتفاف حول الأهداف المرسومة في برنامج الحزب و معايشة هموم و مشاكل الكادحين عن قرب، فلا بد من إمهال حزب النهضة الوقت الكاف للحكم علي مردودها، بدأ يعطي عمل حزب التنمية و العدالة التركي مؤشرات النجاح و النهضة الحضارية بعد حوالي عقد من العمل و الثقة المتجددة.
فالثورة الشعبية تتجدد من الداخل و أول من يعطيها الدفع و الزخم اللازمين هو الشعب المعني أولا و أخيرا بفعل الإنبعاث الحضاري.