البارحة جري حوار طويل بيني و بين الأستاذة كريمة عمراوي و نبهتني الأستاذة الفاضلة إلي طغيان نموذج الفرد المسلم النرجسي...المهتم فقط بأموره و شخصه و أناه المتضخمة و هذا علي حساب الآخر، المحيط العائلي و أخوه في المواطنة و العقيدة.
عندما سئلت تلميذات طور ثانوي عما يجري في فلسطين من مذابح و مجازر، فورا تعاطفن مع إخوانهن لكن لم تجبن علي سؤالي التالي : فلسطين في حاجة إلي تحرك فعلي في الميدان، فهل من إقتراحات عملية منكن ؟
صمت مطبق...
طرحت عليهن سؤال آخر :
ما هو الموقف السليم من الدول المطبعة مع العدو الصهيوني ؟
صمت مطبق منهن. و هن عينة صغيرة لفئة غالبة في شبابنا، حماس كبير للقضية لكن وعي عملي لنصرة إخوانهم صفر، طبعا إلا في حالات إستثنائية.
نجح المشروع الصهيوني المادي و الصيني عبر شبكة الأنترنت في برمجة الفرد المسلم وفق تصوره المادي الحيواني للإنسان مبعدا إياه عن قضايا الأمة الإسلامية المصيرية مثل تحرير فلسطين توحيد الصف المسلم و المشاركة في نهضة حضارية شاملة.
هذا و المرجعية الدينية المسلمة منقسمة و مشتتة و غير فاعلة لتخلف خطابها و قلة ذكاءها في تفعيل دور الدين في حياة الفرد المسلم و إن كنا نريد تحرير فلسطين و بعث حضارة الإسلام ثانية علينا بإيجاد صيغ مقنعة تواكب إحتياجات العصر و إشكالياته لإسترداد الفرد المسلم و الجماعة طبعا و جعلهما عناصر قوة فاعلة و ليس ضعف و سلبية ...