سحت كثيرا عبر القارات الأربعة و في كل مرة اقف مشدوهة أمام عظمة الخالق...يقف الإنسان مبهور أمام تنوع الأجناس و التقاليد و العادات و الأعراف في كل شيء في الألبسة، في الأكل، في المجالس، في الأثاث، في الهندسة المعمارية، في الألوان، في إختلاف و تنوع التضاريس الثرية بأشكالها و هواءها و عطور أزهارها و و و...
يقف الإنسان مبهور مسبح بعظمة الخالق و جماله الذي نلمسه بأبعاده الدنيوية ما دمنا في الحياة، فما بالكم يوم نحظي برؤيته إن كنا من زمرة المحظوظين ؟ فالجمال الذي نلمسه في كل شيء بين اليونان و جنيف ...بين لندن و باريس...بين لوس أنجلس و واشنطن...بين جاكرطا و سنغافورة ...بين الجزائر و تونس إلهي بين قسنطينة و عنابة مثلا...ففي دولتنا مختلف الأعراق و العادات و كل منطقة لها جبالها و أشجارها و رمالها و مرتفعاتها و خصائصها الجيولوجية و لا نري ذلك للأسف، عوض التدبر و التأمل و الحمد علي نعم الله...
لا ادري لكن ما لاحظته علي مسلمي هذا الزمان تقوقعهم داخل قالب جعلهم يغفلون عن حقائق اكبر منه : فنحن كلنا أبناء آدم و حواء عليهما السلام و أن كل هذا الثراء في خلق الله دليل آخر علي ربوبية ربنا تعالي المطلقة و شاهد عظيم علي معجزة الخلق بل نعمة من أكبر النعم تجعلنا نتدبرها في كل مرة أكثر وعيا و أكثر عبودية لله و أكثر خشوعا....
لماذا حصرنا وجودنا في نطاق ضيق جدا و لم نري أبعد من أنوفنا ؟ فحتي تلك الأقوام التي لا تدين بالإسلام خالقنا لم يهملها و لم يتركها تعالي لهواها بل الكثيرين منهم يمتلكون شذرات من الفطرة السليمة تفسر بقاءهم و عملهم الدؤوب و صيرورتهم...فلماذا لا نعمل فكرنا في كل هذه الآيات الناطقة و المعجزات المتجددة تحت أعيننا كل يوم ؟