حان الوقت لنناقش السبب في إنصرافنا عن قضية تحرير فلسطين المركزية و قضية الإنبعاث الحضاري لننغمس في التناحر و التقاتل مما أعان كثيرا الأعداء علينا...
ذكر الأستاذ بوكروح في مقدمة كتابه "حتمية تجديد الإسلام" و الذي بدأت بقراءته. بعض الآيات التي إستند إليها مقاتلوا حركات إدعت انها دينية و أنها تجاهد من أجل نصرة الإسلام وسط المسلمين و يا للعجب.
أذكر لكم بعض الآيات في سياق سورها القرآنية الآية 193 من سورة البقرة
الآية 33 من سورة المائدة، بسم الله الرحمن الرحيم، ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في
الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض
الأية 60 من سورة الأنفال و الآية 151 من سورة آل عمران ...
بعد قراءتي لها لم أجد ما ينطبق علي أوضاعنا، فكيف إستدل بها من حرضوا شباب جاهل بدينه ليعلن الجهاد العسكري علي من ؟
علينا نحن المواطنين أي كان موقعنا في مجتمعاتنا المسلمة.
ثم حتي و لو كان هناك أشباه دعاة خطباء و تعللوا بهذه الآيات أبسط الناس ثقافة كان سيتفطن بسهولة أن محتوي الآيات المذكورة لا يعنيه و لا يحثه علي حمل السلاح ضد إخوانه في العقيدة.
فما الذي جري كي يحمل بعضنا السلاح ضد البعض ؟
صراحة من يقلب نظره في أحوال المنتمين لهذه الحركات الإجرامية سيلاحظ حتما الخلفيات الإجتماعية المختلفة لمنتسبيها و الفراغ الروحي الذي كان يعيشه كل فرد في دائرته و كيف أنه رسم لنفسه هدفا ظنه المخرج لكنه كان الفخ الذي أودي بحظوظه في أن يكون مواطن صالح نافع و مفيد لمجتمعه المسلم.
قرأت الكثير عن إعترافات زوجات المجرمين ممن إلتحقوا بهم نتيجة عملية إستدراج دنئية و كيف أن العديد من تلك النسوة إصطدمن بذكور بعيدين كل البعد عن السلوك المستقيم النزيه و قد غفلن أن مجرد عملية الإستدراج تنطق عن سوء أخلاق هؤلاء الذكور الأزواج.
فكيف تحول الدين في نظر البعض إلي رخصة في القتل و التنكيل و العدوان علي الأبرياء و النساء ؟
إلي حد الساعة أعتبر من الصعب فهم ذهنيات لم تتربي في تربة صالحة، فجرفها تيار هادم و إستغل مواضع الضعف فيها و هذا كله نتاج عصر الإنحطاط الذي نعرفه منذ الإحتلال الغربي لأراضينا و أما مواجهة فساد منظومة الحكم ليس بالسلاح و إنما بالدفع باللتي هي أحسن و بإتباع القوانين الإلهية و الوضعية دون الدخول في حالة تصادم لن تخدم إلا أجندة الأعداء.