دأب بعض الدعاة و علماء الدين غفر الله لهم تقديم العلاقة الزوجية و طاعة الزوجة لزوجها تحت عنوان عبودية الزوجة لزوجها و كيف أن رسول الحق عليه الصلاة و السلام كاد يطلب من المسلمة السجود لزوجها من فرط أهمية طاعتها له و إتباعها لأوامره.
في الحقيقة لنبدد بعض المفاهيم الخاطئة التي نتداولها مند 14 قرنا حول العلاقة الزوجية. العبودية الوحيدة المسموح بها عقائديا هي عبودية العبد نحو خالقه فقط و أما طاعة الزوجة لزوجها فيما يرضي الله و في ما لا يضرها نفسيا جسديا و ماديا و لا بد من ترسيخ مفهوم المودة التي تتولد عن العشرة، فالزوجة أحوج ما تكون إليه إلي قوة زوجها، عطفه عليها و محبته لها، فلا يجب تصوير العلاقة أنها علاقة تبعية عمياء و فيها نوع من تصغير النفس و الذات أمام الأنا المتضخمة للزوج.... حذار من هذا الفهم الخاطيء و الخطير في آن !!!!!!
كل المشاكل التي نجمت علي العلاقة الزوجية المرضية مؤداها عدم الفهم علي الوجه الصحيح لم يجب ان تكون عليه هذه العلاقة.
فما بين الزوجين تجاذب روحي و جسدي و عاطفي و يولد هذا التجاذب ألفة و محبة صافيتين و علي كل واحد منهما الصبر علي عيوب الآخر، فزوج أو زوجة بلا عيوب لم يوجدا بعد.
و الإسلام أراد للعلاقة الزوجية أن تبني علي أساس صحيح، فأسند القوامة للرجل و ممارسة القوامة العادلة من طرف الزوج المسلم يضمن له السعادة الزوجية، فالزوجة العاقلة و الصالحة و المؤمنة تريد و تتوقع من زوجها قوامة عادلة كي تثق فيه و تنصاع لأوامره عفويا و تطمئن علي أنها بين أيدي أمينة ستحافظ عليها و علي أبناءهم.