يظن البعض، أن هناك شخصيات مثالية، رائعة، متدينة، ﻻ يوجد فيها ما يحيد عن خط المسطرة. هي..تريده شابا رائعا، أشد منها إلتزاما يأخذ بيدها للجنة، ﻻ يخطيء أبدا، يغض بصره و لا يذنب، طوال النهار يرتل القرآن، و طوال الليل قائم يصلي، و في نفس الوقت يعمل و ينجح و ينفق عليها بسخاء. هو.. يريدها أحسن منه تدينا، يتقلب في فراشه ليلا فيراها قائمة تصلي، ﻻ تغضب، ﻻ تحزن، و في نفس الوقت جميلة الجميلات، حافظة للقرآن، دارسة للعلم الشرعي، و تسقية للأبناء بالملعقة...ﻻبد أن تكون هكذا لأنها هي التي ستربي. مهلا... لماذا تنتظر أن يأخذ بيدك أحد! لماذا لا تتحمل المسئولية؟ قم بنفسك.. التدين و الإلتزام و القرب من الله لا يقاس بالمسطرة و لا يوجد شخص مثالي 100% نحن لسنا إنسانات آلية مبرمجة على الطاعة لتكررها بانتظام، الخشوع ليس له زر تضغط عليه فتشعر به، و حلاوة الإيمان لا تحفظ في علب. ﻻ ترفعوا سقف التطلعات إلى قوس قزح، و ﻻ تبالغوا في مواصفات فارس الأحلام، و فتاة الحلم الجميل. تقبلوا من الآن أن من سترتبطون به سيخطيء ربما أو يقصر أحيانا، سيستيقظ مرة بل مرات بعد وقت الفجر فلا تنهاري، و هي ستتعب من خدمتك و خدمة أوﻻدكما و ربما تترك قراءة وردها أحيانا فلا تصدم فيها! هناك أشياء أساسية تمسكوا بها، حاور من أمامك لتعرفه كإنسان و ليس كملاك، إطرح حلمك بين يديه و تأمل رد فعله، و استمع له، تجاوز عن بعض المقاييس البسيطة طالما أن معظمه حسن. ابحثوا عن الأخلاق و خذوا الطباع في الإعتبار. أحيانا يصطدم الطبع السيء بقواعد الإلتزام التي تبحث عنها فتجد زوجة مثقفة علميا و شرعيا ربما لكنها عنيدة و صوتها عال و في كل نقاش تقف ندا لزوجها و لا تحترمه فيكره الحديث معها رغم أنها ذكية جدا، بيتهما غير ساكن فكيف سيسكن الصغار! و تجد أخرى ﻻ تحفظ إﻻ الفاتحة و قصار السور لكنها تجيد الإنصات لزوجها و تريحه و تشعره أنه أميرها الوحيد فتعم السكينة و يهدأ البيت و يتهيأ الصغار ﻻستقبال أصول التربية منهما و من المجتمع و المسجد، لأنهم ببساطة في عش هاديء. و أحيانا يكون الزوج فظا غليظا أو يستخف برأي زوجته، أو يضربها رغم أنه أمام الجميع رائع و متدين و يصلي و تجد غيره ليس فقيها لكنه رحيم يحسن لزوجته . التقييم ليس بالمسطرة خذ من أمامك بكل ما فيه، و اعلم أنه بشر مثلك و كما أنك لست دائما مثاليا و تخطيء، و تقصر، و تذنب، ﻻ تطالبه بالمثالية.. و ﻻ تطيلوا البحث عن نماذج خيالية لم تولد بعد، و ﻻ تقعوا في الفخ فتحكموا فقط بالمظاهر، فتصطدمون بالواقع و تتألمون. نحن ﻻ نعرف من منا سبق الآخر بهمته و من منا أخلص في آية واحدة فسبق الجميع. أسأل الله أن يرزق كل منكم بنصف آخر تقر عينه به في الدارين.
|
http://saaid.net/daeyat/hanan/2.htm