و من الشهادات الكثيرة التي يمكن توظيفها للفصل في بعض المفاهيم الخاطئة حول دور المرأة في المجتمع المسلم، شهادة الإنجليزية المسلمة ايفلينكوبولد التي تقول فيها:" لم تكن النساء (المسلمات) متأخرات عن الرجال في ميدان العلوم و المعارف فقد نشأ منهن عالمات في الفلسفة و التاريخ و الأدب و الشعر و كل ألوان الحياة". ([2])
و تقول في موضع آخر مفندة مزاعم الغرب حول اضطهاد الإسلام للمرأة:"كتبت اللادى ماري مونتكاد, زوجة السفير الإنكليزي في تركيا إلى شقيقتها تقول : (يزعمون أن المرأة المسلمة في استعباد و حجر معيب, و هو ما أود تكذيبه فان مؤلفي الروايات في أوروبا لا يحاولون الحقيقة و لا يسعون للبحث عنها, و لولا أنني في تركيا, و أنني اجتمعت إلى النساء المسلمات ما كان إلى ذلك سبيل, و إني استمع إلى أخبارهم و حوادثهم و طرق معيشتهم من سبل شتى, لذهبت اصدق ما يكتب هؤلاء الكتاب, و لكن ما رأيته يكذب كل التكذيب أخبارهم, و لا أبالغ إذا أقررت لك أن المرأة المسلمة و كما رأيتها في الآستانة أكثر حرية من زميلاتها في أوروبا و لعلها المرأة الوحيدة التي لا تعنى بغير حياتها البيتية....))". (أن عدم التزام المسلمين - المقيمين بالغرب على الأخص- بالإسلام لا يؤثر فيهم فقط بل يؤثر في غيرهم من غير المسلمين، إذ يعطي صورة مشوهة عن الإسلام.
2- أن المسلمين المقيمين في الغرب لا يبذلون الجهد الكافي و الصبر الجميل في التعريف بدينهم، و هو ما يراه المسلمون الجدد تقصير منهم باعتبار الإسلام آخر الديانات و موجه للبشرية جمعاء.
ج- توظيف كتابات المؤلفين الغرب عن الإسلام:
من الكتب التي تناولت الإسلام بموضوعية عالية: "إنسانية الإسلام" لمارسيل بوازار، و"الطريق إلى مكة" لليوبولدفايس (محمد أسد)، و"دفاع عن الإسلام" للورا فيشيا فاغليري، و دراسات في حضارة الإسلام ، و الاتجاهات الحديثة في الإسلام لهاملتون جب و غيرهم كثير. ([5]).
و شهادة المفكر و القانوني مارسيل بوازار:" أثبتت التعاليم القرآنية و تعاليم محمد صلى الله عليه و سلم أنها حامية حمى حقوق المرأة التي لا تكل ....".
و شهادة الطبيب و المؤرخ الفرنسي كوستافلوبون:" إذا أردنا أن نعلم درجة تأثير القرآن في أمر النساء وجب علينا أن ننظر إليهن أيام ازدهار حضارة العرب, و قد ظهر مما قصه المؤرخون انه كان لهن من الشأن ما اتفق لأخواتهن حديثا في أوربة..إن الأوربيين اخذوا عن العرب مبادىء الفروسية و ما اقتضته من احترام المرأة، فالإسلام إذن لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه, و ذلك خلافا للاعتقاد الشائع، و إذا نظرت إلى نصارى الدور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئا من الحرمة للنساء, و إذا تصفحت كتب التاريخ ذلك الزمن وجدت ما يزيل كل شك في هذا الأمر, و علمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غلاظا نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى ". ([7])
و شهادة المسلم من أصل أمريكي جاري واندر:" من خلال معايشتي للمسلمين اكتشفت العلاقة الرائعة بين أفراد الأسرة المسلمة , و تعرفت كيف يعامل الآباء المسلمون أبناءهم , و عرفت العلاقة الوثيقة التي تربط أفراد الأسرة المسلمة , كما أعجبت بالمكانة التي يتمتع بها كبار السن بين المسلمين، و في الوقت الذي أجد فيه كبار السن في الغرب و في بلادي أمريكا , قمة الحضارة الغربية المادية المعاصرة, يلقى بهم في مؤسسات العجزة, و ينبذون فلا يلتفت إليهم احد, أجد الجد و الجدة المسلمين في مركز الأسرة و بؤرتها من حيث الحفاوة و التكريم، لقد أحببت ذلك كثيرا ...".([9])، أكاد أجزم لو أن أحد من المشايخ و الدعاة كان هو قائل هذه العبارة لوجد من يصفه بالعلماني و بالمغترب، و من يذهب إلى حد تكفيره.
الخاتمة:
بعد هذا العرض المختصر لوضع المرأة في المجتمعات الإسلامية، و طريقة تعامل الدعاة مع الخطاب المكتوب عنها أو لها، نخرج بحقيقة واضحة للخواص و العوام مفادها أن هذا النوع من الخطاب يواجه تحديات جبارة على مستوى التنظير الفقهي، و على مستوى التطبيق الواقعي، و على مستوى الخطاب الخارجي، و بناء عليه يتحتم على كل من يكتب في هذا النوع من الخطاب أن يعي أهمية ما يكتب فيه و ما يكتب عنه، و أن يرفع التحدي و يشد الحزام إذا كنا فعلا صادقين في نصرتنا لهذا الدين و في التعريف به للآخرين.
قد أكون كامرأة مسلمة محظوظة بأن حققت الكثير مما كنت أريده في حياتي، و أتساءل هل هذا مدعاة للفخر و البهجة، ثم أتذكر أحوال الأمة عامة و المرأة المسلمة خاصة فتتحول البهجة إلى غضبة قلبية و ذبحة فكرية، و يتحول الفخر إلى شعور بالمسئولية يتعاظم شيئا فشيئا في وجداني لأسأل نفسي مجددا بعد سؤال الفخر: هل سنحاسب كمسلمين عن غيرنا من غير المسلمين لأننا في زمن القرية الكونية لم نعرفهم بالإسلام كما أراده الله و رسوله، بل قد نكون سببا في عزوفهم عنه، هل نعيش حياة الضلال و الإضلال؟؟؟؟؟
قائمة المراجع:
- الألباني، إرواءالغليل في تخريج أحاديث منار السبيل،المكتب الإسلامي،بيروت،ط(2)،1405هـ، 1985م.
- الألباني، صحيح سنن أبي داوود،مكتبة المعارف- الرياض،ط(2)، 1421ه.
- الحكيم، سعاد ، المرأة المسلمة نحو تأصيل لنموذج عالمي، مجلة التفاهم، العدد:20 ، 2007م، وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية، سلطنة عمان: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=477
- خليل، عماد الدين، قالوا عن الإسلام، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض، ط(1)، 1992م.
- أبو داوود، سنن أبي داوود، دار الفكر، بيروت، لبنان.
- الفكر الحركي الإسلامي و سبل تجديده. ندوة: مستجدات الفكر الإسلامي و المستقبل، الكويت: الأمانة العامة للأوقاف، ط1، 1993م.
- فوزية العشماوي، تجديد الفكر الإسلامي منهج التعامل مع قضايا المرأة المسلمة، المؤتمر العام الواحد و العشرون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
- الغزالي، محمد، قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة و الوافدة، ط6، 1996م، دار الشروق، القاهرة.
- الغزالي، محمد، تراثنا الفكري في ميزان الشرع و العقل، ط4، 1996م، دار الشروق، القاهرة.
- ابن سعد، محمد بن منيع، الطبقات الكبرى، دار التحرير للطبع و النشر، القاهرة، 1967م/ 1970م.
- السيوطي، جلال الدين، طبقات الحفاظ، تحـ: محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، 1973م.
- صافي ناز كاظم، في مسألة السفور و الحجاب، 1982م، القاهرة، مكتبة وهبة.
- الطبري، محب الدين، السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، دار الحديث، القاهرة.
- محمد قطب، واقعنا المعاصر، دار الشروق، القاهرة.
- الميلاد، زكي، الفكر الديني و تجديد النظر في قضايا المرأة، مجلة الكلمة، السنة الثامنة، العدد:30، 2001م-1421هـ.
- النووي، يحي بن شرف ، شرح النووي على مسلم1996م، دار الخير.
- بن يحي أم كلثوم، الموروث الديني و ثقافة العنف في المجتمع، الواقع و المأمول، بحث مقدم إلى الملتقى الوطني حول دور التربية في الحد من ظاهرة العنف الذي نظمه مخبر الأرغنوميا و الوقاية يومي07 و08 ديسمبر 2011، جامعة الجزائر 2، بوزريعة، الجزائر.
-Summayya James: MyJourney To Islam, English woman's story.
Comments
مزيد من النجاح دكتورة ام كلثوم
RSS feed for comments to this post