يكون الحوار الذي أجريته لأختنا الفاضلة كريمة عمراوي قد كشف القليل من الكثير مما أعرفه عن إنسانة لم تستكين أبدا للكسل. منذ عرفتها أي أكثر من عشر سنوات، أول ما شدني إليها عزيمتها القوية و حبها الخالص لله و عملها الجاد في نشر المعرفة علي أوسع نطاق. عطاءها لا محدود بظروف او عوامل و لا شيء يثبط من عزيمتها و معنوياتها العالية أكاد أجزم أنها تمثل نقطة تفوقها.
و مهما سأستفيض في الحديث عنها، لن أوفيها حقها. فهي تستحق منا هذه الوقفة، كريمة عمراوي ليست بشخصية نمر عليها مرور الكرام. فقد علقت ببالي من أول إتصالها بي، وجدت فيها المسلمة الغيورة علي دينها و التي ما فتئت تؤمن بجدوي العمل في محيط مسلم يحتاج بقوة إلي توعية و فعل الخير.
ففي حدود إمكانياتها المتواضعة، دأبت علي التحرك الإيجابي بعيدا عن اللامبالاة و الإستسلام للأمر الواقع المثقل بالإنهزامية. في تعاملي المباشر معها، أدركت صعوبة أن يكون الإنسان فاعلا في مجتمعه. واجهت باكرا كريمة عالم المسؤوليات. لم تركن إلي زاوية بل إجتهدت في التحصيل العلمي رغم مغادرتها المبكرة لمقاعد الدراسة و خاضت كل المعارك بصدقية شديدة و هذا مكنها من كسب إحترام الجميع.
أولت الخلية الأولي في المجتمع الأسرة إهتمامها و خططت في 2005 لإطلاق مجلة بعنوان "بيوت سعيدة" و قد طبعت بعض أعدادها و نقص التمويل أجبرها علي إيقاف تجربتها الطموحة و حرصت علي نقل المجلة إلي فضاء الأنترنت، و لم تدم التجربة و هي عازمة علي العودة، فكما أعرف كريمة عمراوي إنها إنسانة مسلمة مقدامة، و هي تريد إنضاج مشروعها بحيث يكون حامل لرسالة سامية ترقي بالقاريء الكريم.
هذا و قد نقلت مساهمتها الفعالة إلي ميدان الكتابة و النشر و خاضت المغامرة بكل شجاعة و ذكاء و أختصرت المراحل بتقديم مواضيع هادفة و بشكل موجز عبر كتيبات بأسعار رمزية و هي تشارك شهريا بمقالة قيمة لها في موقع نظرات مشرقة.
أكثر ما يشدنا في شخص كريمة روح التفاؤل و قدرتها علي التماهي مع الواقع دون تنازلات منها، كم من مرة كان موضوع حديثنا، كيف نجعل من الصحوة فعل يتعالي علي صغائر الأمور و كيفية تفعيل العمل التطوعي، فقد نظمت تربصات لطلاب الإعلام لتمكنهم من نقل الوقائع بأمانة و التمرن علي تحرير تحقيقات و مقالات صحفية. و يشهد لها هؤلاء بأنهم تعلموا منها و أستفادوا أيما إستفادة. تعطي بلا حساب و لا تبخل بعلمها و جهدها و نصحها و قد رافقت توجيهاتها القيمة مسيرة موقع نظرات مشرقة علي مدي خمسة سنوات و لازالت تتابعنا بأمانة كبيرة.
هل وفيت ؟ أبدا، عزائي أنني أحظي بأخوتها الخالصة لله و ندعو الله أن يسدد خطاها و يعيننا جميعا علي إرضاءه.
Comments
اللهم ارض عنا ورضنا واجمعنا في ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك
RSS feed for comments to this post