عندما نسأل أحد كبار السن فنقول له: إذا عاد بك الزمان للوراء هل ستكون على هذا الحال؟ أغلبهم يجيبون: إذا عاد بنا الزمن للماضي، لما كنت في هذا الوضع، أو يقولون لأصبحت أفضل، و تراهم دائماً ينصحون أطفالهم بالاستغلال الأمثل للوقت، و يرددون الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
و عندما تسأل ما الذي سيقف معك في مستقبلك ؟ فلن تجد سوى علمك، و الشيء الذي تعلمت من أجله، هذه الحتمية هي التي تدفع بك نحو العمل على استغلال أوقاتك الاستغلال الأمثل، خصوصاً في الشيء الذي سيقف معك و يساندك في المستقبل.
الكثير من العظماء و المناضلين و الناجحين أدركوا قيمة الوقت، و منهم المناضل الشهير نيلسون مانديلا الذي قال «يجب علينا أن نستخدم الوقت بحكمة، و أن ندرك دائماً أن الوقت قد حان لفعل ما هو حق». و لا أقصد أن يتم تخصيص الوقت جميعه للمطالعة و العلم و القراءة، لأن الترفيه و الترويح عن النفس أيضاً مطلب، و لكنني أقصد التوازن و الدقة، و ملاحظة ما يفوتك من الوقت و محاولة تعويضه.
و يبقى تنظيم الوقت له قيمة عالية و أهمية قصوى و بالغة، فيجب علينا تنظيم ساعات يومنا، بين أوقات الراحة و النوم و الاسترخاء، و بين وقت للاستذكار و الجد و الاجتهاد، و وقت آخر للقراءة الحرة و تطوير النفس، فضلاً عن أوقات للمرح و الرحلات و الزيارات الاجتماعية، و الحرص دوماً على أن لا يغلب محور أو جانب على الآخر، لأنك لو قُدر و خصصت معظم وقتك للقراءة فستملها، و لو خصصت وقتاً طويلة للاستذكار فإن عقلك سيرهق و يتعب و لن تستفيد، و في اللحظة نفسها لو أمضيت وقتك في اللعب و الزيارات، فإنك ستمل و تشعر بالفراغ، و خير وسيلة و أفضل طريقة هي التوازن، و أخذ من كل نشاط قيمته و جوهره، و الانتقال لنشاط آخر، هكذا ستشعر بالحيوية و التفاعل، و أيضاً ستحقق النجاح، لأن إدارة الوقت أول خطوة في التميز.