نسمع بين وقت و آخر خلال جلساتنا الاجتماعية مع الأقارب أو الصديقات، من يردد أن هذا الإنسان محظوظ، أو أن ذاك نجح بضربة حظ، و لكن إذا أمعنا النظر، فلا يوجد حظ و لا نجاح دون فعل دون عمل، لأن هذا لا يتواكب مع طبيعة الحياة.
على الجانب الآخر، تتمتع عقولنا بطاقة فكرية كبيرة، و لكن بعضنا يحد من هذه الموهبة العقلية التي يملكها، إما بالكسل أو التواني أو بالاعتماد و الاتكال و انتظار تلك الفرص الوهمية لتدفعه نحو الأمام.
كم واحد منا رافقه زملاء على مقاعد الدراسة في الصفوف الأولى و كانوا كسالى! و بعد عقد أو عقدين من الزمن يلتقي ذلك الصديق فيجده قد تقلد منصباً، أو يرأس إدارة أو فرق عمل، فنعود للقول سبحان الله مغير الأحوال، و الله لقد كان في المدرسة لا يفهم شيئاً، و كنت أكثر استذكاراً و اجتهاداً منه. إذاً لماذا تميز ذلك الصديق و تفوق؟ إنه الجهد و الاجتهاد و التغير و معرفته بقدرات عقله و توظيفها لصالحه كي تدفع به نحو الأمام و المستقبل الزاهر المشرق، و نحو مصاف التميز.
مادام عقلك يدرك كيف ينجح و أين الطريق و كيف تسلكه، فيمكننا جميعاً تحقيق هذا النجاح دون أفكار عن الصدف أو الحظ و غيرها من الكلمات الواهية الوهمية التي يؤدي الإيمان بها للتراجع و الفشل المحتم.