يُخيل لي في بعض الأوقات أننا نتعمد إيذاء بعضنا البعض، و نتعمد أن تكون سلوكياتنا مؤذية تجاه حتى أقرب الناس لنا، و دون مبرر، و أفكر في بعض الأوقات بأننا نجلب لأنفسنا التوتر و الغضب غير المبرر، أو غير المدروس و ليس له سبب قوي يدفع به ليكون بمثل هذه الهالة من الانفجار.
ببساطة، أعتقد أننا نحن من نسبب الصداع لبعضنا البعض بعدم المبالاة في بعض الأوقات، و في أوقات بممارستنا لأفعال و أعمال غير مقبولة و غير متوقعة تجاه الآخرين.
إذا أمعنت التفكير في كل مشكلة تقع في بيئة العمل على سبيل المثال، ستجد أنها ساذجة و متواضعة و لا تتحمل كل هذه الهالة من التهويل و التضخيم، لكننا نفعل هذا و ندخل في توترات متزايدة تستمر يومين أو قد تمتد طوال أسبوع عمل، يجهل هؤلاء أنهم يستنفدون من صحتهم الكثير دون طائل أو نتيجة.
تحدثني إحدى الصديقات و هي قيادية ترأس عدداً لا بأس به من الموظفين و الموظفات، تقول: لا يستهلك الوقت و الجهد إلا قضايا و موضوعات هامشية بسيطة فعلاً، و المشكلة أنها تستنزف الجهد و تأخذ من وقت العمل الكثير، تضيف أنها تشعر بأنها تحولت لمصلحة اجتماعية لحل مشاكل الموظفين بين بعضهم البعض، و أن هذه الخلافات تظهر في البعض من الأوقات و كأنه خلاف مجموعة من الأطفال لا أكثر.
تفتقد هذه الصديقة للخلافات التي تظهر نتيجة للعمل المباشر، أو للخلافات في تطوير مشروع أو تقديم مبادرة. ببساطة زملاء العمل تفرغوا لبعضهم البعض ليصعبوا الحياة على بعضهم البعض، و النتيجة أنهم في نهاية المطاف جميعهم غير مؤهلين و غير منتجين و سيخسرون.