للمدرسة كتابها لكن للمتعة أيضا كتابها و للثقافة العامة كتابها و للتزود الروحي كتابه فلماذا اختفت هذه الكتب من حياتنا فاختفى معها رصيدنا المعرفي و الثقافي.
فالمراحل الدراسية تعطينا مفاتيح العلم و لا تعطينا خزائنه و تمهد لنا السبل لنيل المعرفة و لا تضعها بين أيدينا فنحن من يفتح الخزائن و يحصل الثروات و نحن من عليه الوصول إذا تعبدت السبل فلا أحد غيرنا يملك تغييرنا غيرنا نحن.
فالسنون تجري سراعا و مبتكرات العصر تسابقها و نبقى نحن كما نحن لا نبرح موقعنا المعرفي و لا نفيق إلا على وقع التراجع يشدنا للخلف (و من لم يكن في زيادة فهو في نقصان)
و السبب أننا افتقدنا الحس التواق و الرغبة الجامحة في القراءة فتلاشى الفضول لدينا للإطلاع على مضمون أي كتاب يقع عليه نظرنا.
فلو ولجنا عالم القراءة بشغف لطابت. بها أيامنا و ليالينا. و لسعدنا برفقة الكتاب و وجوده في حياتنا اليومية.
عندها فقط نكتشف أن بين صفحاته بساطا. تفرش من العلم و على سطوره حلة تلبس من البهاء.
فالقراءة. تهذب الذوق. و ترتقي به و تقوم السلوك و تقوده فتعتلي بالإنسان على السفاسف إلى معالي العظمة و الجمال فيترفع عن الصغائر فكأنه ينظر للأحداث من مكان علي كما قال الشاعر:
و تعظم في عين الصغير صغارها
و تصغر في عين العظيم العظائم.
فلو ألفنا الكتاب و اعتدنا على مجالسته و الأنس به لكنا كمن يختزل البحر في قطرة. و يملك العلم في قبضة.
فبمجاورته نجاور كاتبيه فنحتسي أفكارهم و نعيش أحلامهم و نوافق حسهم و آلامهم. فالقراءة تهدينا الكنز الذي لا يفنى و الثروة التي لا تزول و كيف تزول عطايا الكتاب و العلم لا يقدر بثمن و لا يوزن بمثقال.
(ففز بعلم تعش حيا به أبدا* *الناس موتى و أهل العلم أحياء)
فمن بالعلم زاد فقد زاد على الحياة حياة فهو بالقلب أحيا
و زاد على نور البصر نور فهو بالبصيرة أبصر فمتى نهجر للكتاب هجرانه و نعيد بره و وصاله فهو الصديق الغائب و الألف البائن فيعود منا قريب و للنفوس حبيب حتى نجيل الفكر فيه و نمعن النظر ليصبح بعدها (خير جليس إذا خلوت كتاب
تلهو به إذا خانك الأصحاب
لا مفضيا سرا إذا استودعته
و تفاد منه حكمة و كتاب)
Comments
موضوع حساس فكما يقال نحن امة إقرا والقراءة قبل ان
تكون هواية فهي ضرورية وبالقراءة نبصر نور العلم والمعرفة ونرتقي وترتقي الامم وخير جليس في الانام كتاب ..
RSS feed for comments to this post