"طيب، عليك بزيارة مكتبي غدا باكرا من فضلك."إكتفي بالقول محدثها.
-هل لديك شيء ما غدا ؟ سألها جهاد و هي تجلس إليه.
-نعم، علي بمقابلة أهل القتيلة.
-ما رأيك إذا ما أخذتك في آخر النهار إلي البيت العائلي ؟ أخي عائد من العمرة وودت الترحيب به. إقترح عليها زوجها.
-جيد، فرصة للتغيير. وافقت هجرة.
توجهت في الصباح الباكر إلي مقر وزارة الداخلية، لم يتأخر في إستقبالها عبد الرحيم:
-ها أنني في الموعد. ما الجديد ؟
-أجيبي عن أسئلتي ثم نري. قال الرجل.
بعد ما قدمت أجوبة شافية، قالت:
-ما رأيك ؟
-إنهم مصممون علي وأد التحقيق في مهده. ضابطنا السامي المخطوف لا أثر له و لم يطالبوا بفدية و أهل السيدة أميرة، علي قناعة تامة أنها قتلت بسبب نضالها في ملف فلسطين و إن لم نجد عمليا أي دليل عن ذلك.
-كيف سيدي ؟
-لم تظهر أميرة قدسي في أي من البيانات التي تسجل نشاط ما لفائدة قضية فلسطين، كل ما قاله جدها أنها كانت تعمل علي مشروع، ما هو المشروع ؟ هو غير قادر علي تحديده.
-هذا ما يجعلني أفكر في السفر إلي موطنها، لأقوم بأبحاث أكثر عمقا و دقة. قالت هجرة.
-هذا إيجابي لأنك ستختفين هنا بعض الوقت ريثما نصل إلي نتيجة في التحقيق الذي يخص محاولة إغتيالك الفاشلة البارحة، هل السيد جهاد علي علم بذلك ؟
-لا، أفضل أن أسكت علي ذلك.
نصف ساعة بعد ذلك، كانت هجرة في طريقها إلي المطار، هناك كان عليها مقابلة جد و عم أميرة قدسي. إستقبلها الإثنان و هما يستعدان اللحاق بقاعة الإنتظار.
-أنوي السفر إلي بلدكم في بداية الأسبوع المقبل. أخبرتهم.
-أهلا و سهلا بك سيدتي.
-أريد منك جد إبراهيم أن تقول لي المكان الذي كنت ترافق إليه حفيدتك مرة واحدة في الشهر، طلبت هجرة.
-خارج عاصمتنا ب40 ميل، كنا نتوجه هناك بالسيارة، تنزل علي الرصيف في مفترق طرق و تذهب في إتجاه معاكس نحو بناية عمومية و أعود آخذها في نفس المكان في نهاية اليوم.
-طيب، تذكر جيدا المكان، هل كان أحدا بإنتظارها ؟
-لا، كانت تبتعد لوحدها و تعود لوحدها.
-عودة موفقة و أرجو أن تعطيني رقم نقالك في بلدكم.
-ها هو، و نحن في الخدمة.
أخذت وجبة الغذاء في البيت. قبل أن تحجز مكانها علي الطائرة، إستأذنت جهاد هاتفيا:
-سأرافقك، منحوني أربعة أيام راحة، سأستغلها لأعينك قليلا في عملك.
إبتسمت إبتسامة عريضة:
-ممتاز. إلي الملتقي.