هذه المرأة هي بمثابة امرأة أعمال، متميزة وتعليمها عال جدا، وكان حلمها الوحيد أنها تذهب مع زوجها إلى الحج، (زوجها مصري الأصل).
بعد سنوات من الزواج حقق لها زوجها رغبتها في الذهاب إلى الحج، ولكنها تقول كانت تلك الحجة صدمة لها، لما رأت - كما تقول هي وزوجها المصري - : المسلمين غير منظمين، يأكلون ويرمون الأوساخ على الأرض أو من نافذة السيارة، وتعاملهم كان ضعيف جدا مع أخوهم المسلم، والكثير من السلبيات التي نُقرها نحن على أنفسنا، فقررت هذه المرأة النمساوية المسلمة بعد هذه الرحلة أن تنزع الحجاب وتعود إلى دينها الأول "المسيحية"، يقول الدكتور جاسم:" كلمها زوجها في عدة جلسات أن الإسلام ليس هذا الذي رأته مع الأسف الشديد، فالإسلام بريء مما نراه اليوم من سلبية ...و بعد جلسات عدة، مع تدخل أطراف أخرى، حمد الله زوجها أنها عادت لرشدها واقتنعت بما قيل لها...
يقول الدكتور جاسم:" هذه الظاهرة راجعة إلى الازدواجية التي يعيشها الفرد المسلم اليوم وأساسها تربوي محض، فالبيت هو الأساس في إيجاد مسلم مستقيم أو مسلم متهور انتهازي"، وهذا ما نجده للأسف الشديد في الأحد عشرة شهرا التي مرت علينا، أما في شهر رمضان بالخصوص، فتجد من يحتج أنه صائم ولا يستطيع أن يتحكم في نفسه إذا ضايقه أحدهم...نجد أصناف النفاق والكذب والعياذ بالله، أما التجار فحدث ولا حرج، فهم يستبشرون بقدوم شهر رمضان لأنهم يربحون أكثر مما ربحوه في الأحد عشرة شهرا الماضية، المهم عندهم بيع سلعتهم والربح فيها، ولا يعلمون أنهم خسروا الدنيا والآخرة..إلى ما هنالك من سلبيات لا تُعد ولا تُحصى، وتجد أكثر هؤلاء من يقدم لك الموعظة الحسنة، و الفتوى، إلى غير ذلك من أمور الدين و الدنيا..
فاللهم ارزقنا فقه الإسلام، والعمل حقا بمقتضى الصلاة و الصيام حتى ننعم بالسعادة الحقة نحن وجميع الأنام...