جاء دوري في الإستماع إلي تلاميذ السنة ثانية ثانوي علوم، أخبرتهم بأنني سأعطي الكلمة لكل واحد منهم يرغب في طرح إنشغالاته و ما علي إلا نقل ذلك للمعنيين بالأمر في قطاعنا التعليمي :
رفعت فتاة إصبعها :
-تفضلي. قلت لها.
-أستاذة، إنني أعاني في مادة الرياضيات، حينما يصعب علي فهم مسألة رياضية لا يشجعني الأستاذ لسؤاله و هذا لأنه يهينني أمام زملائي و زميلاتي بطريقته في الرد علي.
طلبت منها أن تكتب ملاحظاتها ثم إنتقلت إلي تلميذ آخر:
-نفس الشيء سيدتي يشعرنا أستاذ الرياضيات أننا لم نتابعه في الدروس السابقة، فهو يوبخني بطريقة سلبية أمام الجميع حتي صرت أمتنع عن المشاركة في القسم.
-من هو مسؤول القسم ؟ سألتهم.
رفعت يدها تلميذة :
-هل نقلت إنشغالات زملاءك للسيد المدير ؟
-نعم. و كان رده بأنه يتفهم مطلب بعضنا لكن لا خيار له. فالأكاديمية ثبتت الأستاذ في منصبه.
إذا بتلميذة أخري تدخلت :
-أستاذة لا بد من التنويه بأمر.
-ما هو ؟ سألتها.
-لا يمكن تغيير أستاذ رياضيات و غالبية التلاميذ يفهمونه، فقط أقلية من لا تتابعه.
إحتج عليها زملاءها المعنيين لكنني أعدت الهدوء بحزم :
-بدوري أؤكد علي أمر يتابع الأستاذ أغلبية التلاميذ ممن يفهمون و من الأقلية التي لا تفهم يطالبهم بمضاعفة الجهد و عوض أن تذهبوا إلي الدروس الإضافية المرهقة، راجعوا مع مجتهدي القسم ستتعلمون منهم، هذا و وسيلة التواصل فيما بينكم سهلها الإنترنت و هكذا تريحوا أنفسكم و أساتذتكم فلا تنسوا مهمة الأستاذ ليست بالهينة علي الإطلاق.
طلبت الكلمة تلميذة، أعطيتها إياها :
-أستاذة نعاني من دوام طويل، نصل إلي بيوتنا منهكين حوالي السادسة و نصف السابعة، هذا و لا نتمتع بالراحة يومي الجمعة و السبت تنتظرنا المراجعة و الفروض المنزلية و بعضنا له دروس خصوصية، صراحة أستاذة نحن لا نلتقط أنفسانا فكيف بالإجتهاد ؟
تفهمت مطلبهم :
-اوافقكم في هذا الأمر و ما علي إلا تبليغه للجهة الوصية، ليس بيدي الحل و اعدكم أنني سأقوم بواجب التبليغ إن شاء الله.
في نهاية الساعة التي إنقضت بسرعة، أكدت علي فريضة طلب العلم ضمن ضوابط صارمة و تمنيت لهم التوفيق و النجاح في مشوراهم العلمي السامي.