لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
إغتيال الإعلامي السيد جمال خاشقجي في مكاتب القنصلية السعودية بإسطنبول كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس. عشت لحظات عصيبة و انا أتابع أول بأول القضية. الشعور بالعجز فظيع و اما حجم الغضب لا يوصف.
و هل في كل مرة علينا بالمشاهدة و المتابعة، كأننا في مسرح و نخرج من هناك إما مبهورين و إما ساخطين ؟
منذ أربعين سنة و موقفي ثابت من نظام آل سعود، ظهور سلالة الحسين ملك الحجاز و ما اعقبه من خروج من السلطنة العثمانية، خيانات و حروب عبثية إلي جنب مبعوث ملكة بريطانيا لاورنس العربي، إنقسام الصف العربي، بيع فلسطين و إحتلال و حماية مناطق الرقعة العربية، هذا كله تم وفق منظور غير مقبول، فنظام التجزئة العربي من عززه و رسخه في المخيلة العربية حكام شبه الجزيرة العربية.
نحن اليوم صورة مهشمة متناثرة إلي قطع متنافرة لا تلتئم و لا تعمل علي توحيد الصفوف في قضايا مصيرية مثل فلسطين مثلا.
لهذا كان يتعين علي كمناضلة حقوق إنسان التحرك طبقا لواجب الإنتصار للحق. إنني شخص بين ملايين الأحرار تحركوا عبر دول العالم، قدنا حركة عامة تتلخص في التواصل مع أصحاب القرارت علي مستوي الدول العظمي و المؤثرة و المنظمات الدولية من الأمم المتحدة إلي المنظمة الأمريكية يومان رايت واتش، كل إتصل بما كان متاح له، فعلنا مواد و مواثيق حقوق الإنسان و جعلنا من ضرورة مراجعة العلاقات مع نظام آل سعود و معاقبة ولي العهد المزعوم محمد بن سلمان مربط الفرس.
في زمن تحكمه المصالح بأي طريقة و بأي وسيلة، نحن نعيش صراع علي أشده، و ليس هناك أفضل من تكتل الأخيار و السعي الحثيث للتصدي لإرادة الشر في مصادرة حقنا في العيش الكريم و بناءا علي هذا قدرنا أن الخطاب لوحده لا يكفي بل لا بد من تنظيم حملات لا تكل و لا تفل و الضغط بما نملك من إمكانيات و إرادة و وسائل متاحة لعلنا نوصل رسالتنا إلي المعنيين بشكل مِؤثر و فاعل.
نعد تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بغرفتيه لصالح إدانة محمد بن سلمان و رفع الدعم عن العدوان علي اليمن، علامة مشجعة لنا و لا خيار لنا سوي الإستمرار في نهج سياسة نضالية و لا سبيل لنا للتراجع، إخترنا درب صعب و بإذنه تعالي النصر من الله تعالي.
مراسلة البيت الأبيض و كل الدول الكبري و التجمعات السياسية و الإقتصادية و الثقافية عبر رسائل إلكترونية، فاكس و تغريدات بدون إنقطاع يشكل بالطول عامل ضغط، مختلف المناضلين المتواجدين بالعواصم المؤثرة بإمكانهم التحدث مباشرة مع صناع القرار من السياسيين إلي مراكز الأبحاث و رسم الإستراتيجيات.
عملنا ساعة بساعة، محاصرة محمد بن سلمان و النظام السعودي ككل مسألة حياة أو موت للعالم العربي الإسلامي و العالم كله، فسياسة الرياض عبثت بأقدس مقدساتنا و بمقومات وجودنا دون أدني إعتبار لحرمة الحياة البشرية، و نحن جميعا شئنا أم أبينا ضحايا وصاية سعودية غير شرعية و تحرير أنفسنا منها نعده فرض عين.
بمناسبة و من دون مناسبة نؤكد علي ضرورة محاسبة القتلة من محمد بن سلمان إلي آخر حلقة في جريمة السيد جمال خاشقجي رحمه الله و جرائم عديدة أخري. نحن في كل إتصالاتنا، نبرز و نلح علي حرية التعبير و الذي تكفله جميع الدساتير الوضعية و السماوية.
هذا و لا بد من مقاربة مختلفة للتعامل مع نظام إستبدادي بإمتياز فلا يعقل ان نكون رهائن بأيدي بضعة مئات أفراد أسرة واحدة علي مدي أكثر من مائة سنة.
نحن نرفع عرائض و مراسلات و نحذر شركات و تجمعات إعلامية، سياسية، إقتصادية من التعامل مع نظام آل سعود و نذكر بإنتظام بإنتهاكات حقوق الإنسان في حق دعاة و رجال دين، نشطاء مدنيين و كل من له رأي مخالف للسائد في مملكة الرعب.
عهد منا مواصلة الجهد و تبني وسائل أكثر نجاعة من أجل توعية مؤثرة و هذا القليل الذي نقدر عليه و لن نبخل به و التوفيق من الله تعالي.
توقيع السيدة عفاف عنيبة
