لا أعد حركية حزب معارض عند كل موعد إنتخابي بمعارضة سياسية واعية و بناءة.
المواطن ليس في حاجة إلي أسماء براقة و إلي قائمة من الشعارات و كم من الخطابات الرنانة. يريد المواطن أن يسترد صنع القرار ممن يراهم غير قادرين علي مواصلة مسيرة أمة تعبت إلي حد المرض من طغيان العنصر الفاسد و المال الفاسد في تقرير مصيرها.
هذا و ماذا نعني بالمعارضة البناءة ؟
أولا و قبل كل شيء، لدينا دستور سيادي و ما علينا كمواطنين إلا تفعيل مواده لنرتاح من شغب و و وجع رأس المعارضة.
ماذا يفعل بلد مثل الجزائر بأكثر من 30 حزب و عدد كبير من النقابات و المنظمات و الجمعيات و هذا في زمن، العمل الإلكتروني إختصر كل شيء الجهد الوقت و التكاليف ؟
هل المعارضة سجل تجاري نمتهن فيه المعارضة للمعارضة ؟ أو نجعل من الفعل مجرد شعار رنان نسترزق به علي حساب المظلومين و المقهورين ؟
كيف تعارض و أنت تجهل محتوي الدستور و ليس لديك معرفة صحيحة بالتاريخ و لا بمخارج الأزمة المتعددة الأبعاد التي نعاني منها منذ الإستقلال و حتي قبله ؟
هذا و تعني المعارضة في المقام الأول توجيه النصح لمن هم في السلطة، و تصويب اخطاءهم و دعوتهم لتحكيم الحق و العقل في ممارساتهم، هذه هي المعارضة التي تثمر و بإمكان كل أحد أن يتقدم بها شرط أن تتوفر فيه صفات الصلاح و الإستقامة و العلم و الخبرة.
ماذا نفعل بمعارضة تحتل الشاشات لئلا تفعل شيء ذات بال ؟
الشعب و كل شعب في حاجة إلي توعية و من ينقل مباشرة لأولي أمر همومه و طموحاته أما ان نعارض لنقول للناس نحن هنا، فليعفينا المعارضون من ذلك.
قبل أن تعارض إعمل بحسن نية و قاوم علي مستواك محاولات شراء الذمم و سياسة التعسف التي تستهدف كل ضمير حي و حر. نحن نريد نماذج معارضة إيجابية و مؤثرة في واقعنا، فأن تعتبر نفسك وحدك علي حق و الجميع علي خطأ هذا مدخل الشيطان و سلوك إستبدادي بالدرجة الأولي.
لا تدور عقارب الساعة إلي الخلف و هناك مراحل طويت و لا بد لنا من محاسبة دقيقة لمسيرتنا كي نتمكن من وضع خارطة طريق للمستقبل، و بناءا علي كم و كيف التجارب نستطيع تقدير إحتياجاتنا و كيف السبيل إلي الخلاص دون مغالطة أحد و أوله الشعب.
أي نظام حكم في حاجة إلي بوصلة و الناصحين هم خير من يبينوا الخطأ من الصواب و جميعنا حكام و محكومين معنيين بمصيرنا، فلا خيار آخر سوي ممارسة واعية لحقوقنا و واجباتنا.