قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 24 July 2019 20:04

"وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا" ۚ

Written by  عفاف عنيبة

إنتشار ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا و إرتفاع هذه النسبة يعني الكثير، منها أنه كلما عزف الشباب عن الزواج كلما ساد الفساد الأخلاقي و عمت العلاقات الغير الشرعية و الإنحرافات الجنسية مثل العادة السرية. من سنين عدة، كنت أجري حوارا لديبلوماسيا أمريكيا و في لحظة ما كنت مشغولة بإختيار سؤال من مجموع الأسئلة التي أعددتها لطرحها عليه، فإذا به يفاجأني بملاحظة : 

-ظاهرة عزوف شبابكم عن الزواج، مقلقة !!! 

لم أعقب، كان بالي مشغول بالبحث عن السؤال، فإذا بالرجل الأمريكي يسترسل :

 -نحن في أمريكا، يحرص الشباب السوي علي الزواج قبل 30 من العمر، هكذا يعف نفسه و يشترك مع زوجته في بناء أسرة و مستقبل زاهر لهم. 

فقررت أن أرد عليه : 

-سيدي، في أمريكا السبل متاحة لشبابكم كي يتزوج، يختلف الوضع في الجزائر. 

-ماذا تعنين بهذا الكلام ؟ سألني.

 لم أجبه، لأنني لم أكن أريد أن أخوض معه في هذا الموضوع الذي لم أبرمجه ضمن الحوار، فسكت بينما كان ينتظر مني الديبلوماسي الأمريكي ردا. 

-أجيبي عن سؤالي ؟ قال لي. 

-معذرة لا أريد أن نبتعد عن أسئلتي الأصلية، ثم سيدي أنت تعيش بيننا و علي علم بمختلف الأزمات التي نعاني منها كالإقتصادية و التي تقوض قوامة الشاب في الإنفاق، فيفضل العزوبية علي الزواج. 

ساد صمت بيننا للحظات ثم وجدت السؤال الذي كنت أبحث عنه، فهممت بطرحه، فإذا بالديبلوماسي الأمريكي يباغتني : 

-هل أنت جادة فيما قلتيه ؟ 

لم أفهم في الوهلة الأولي مراده، فأحترت ماذا أقول ثم أجبت : 

-معذرة، ماذا تقصد بسؤالك ؟ 

-كأنك تقولين بأن صعوبة المعيشة تبيح للشاب عدم الزواج و إذن الإنحراف جنسيا، و تتجاهلين هكذا أن كل شباب العالم في بدايات تكوين أنفسهم سيجدون صعوبات متفاوتة من بلد إلي آخر، إذن الأمر لا يعفي الجزائري من الزواج باكرا أي كانت التحديات التي تواجهه ثم لا تنسي، لا يستطيع الرجل ان يستغني عن المرأة. 

أخفيت إبتسامة ثم تظاهرت بجدية كاملة و قلت له بنبرة سريعة لأعيده إلي أسئلة الحوار : 

-ممتاز !!! أنا أوافقك تماما و الآن أجبني من فضلك فيما يخص هذه المسألة الحساسة في الملف...

إلا أن الديبلوماسي الأمريكي بقي متشبثا بفكرته و كان يريد أن يزيح  المواضيع السياسية جانبا لنناقش بجدية هذا الموضوع.

 نظرت له كان يرتشف قهوته و في تلك اللحظة رفع عينيه نحوي، فأشحت بوجهي عنه لأنظر إلي الأشجار خلفه. كنا جالسين في حديقة سفارة أمريكا بالجزائر.

شعرت بإنقباض كنت أدرك سببه. العزوبية تدفع بالشباب ضعاف الإيمان أو متوسطي الإيمان باللجوء إلي الزنا بمختلف أشكاله و هكذا  فئات من مجتمعي الجزائري إلا من رحم ربك تعاني من آفة الإنحراف الجنسي، في العالم الغربي الزنا علني و في العالم العربي الإسلامي يرتكب الزنا في الخفاء. فكيف السبيل لتصحيح الأوضاع و مواجهة فساد سياسي و ما هو المصير الذي يترقب شعب أفراده يهرمون بدون زواج و يكون عدد لا بأس به منهم قد إنحرف جنسيا ؟

يقوض الإنحراف الجنسي حظوظنا في النهوض و الذهاب إلي التغيير في الإتجاه الصحيح، فأي كانت طموحاتنا في العيش الكريم  في دول عادلة، نكون قد خسرنا الثروة الحقيقية لكل عبد و أمة ألا و هي العفة و البراءة و الطهارة التي تنتج عنها.

-إلي أين ذهب بالك عفاف ؟ سألني الديبلوماسي الأمريكي.

كان الرجل متعجب من صمتي و قد لاحظ الغيوم التي علت جبهتي. ماذا كان بوسعي أن أجيبه يا رب ؟

"لا لست مسؤولة عن الإنحراف الجنسي لأولئك الذين فشلوا في إختبار العفة، لست مسؤولة عن سياسات أشخاص قادتنا إلي الإفلاس الأخلاقي و حرمت أجيال من العيش الكريم، لا لست مسؤولة عن كل هذا الإنحطاط."

بصوت هاديء أجبت الديبلوماسي الأمريكي :

بسم الله الرحمن الرحيم الآية 164 من سورة الأنعام "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ".

سكت الديبلوماسي الأمريكي عند سماعه لهذه الآية القرآنية الكريمة، فهو كان يحسن الحديث باللغة العربية الفصحي و فهم بعقله السوي مغزاها.

Read 1010 times Last modified on Wednesday, 20 November 2019 12:32

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab