ما يجب أن يدركه الرجل كان من الصفوة أو العوام أن ما يتوجب إصلاحه هو النظام

الإقتصادي الجائر و ليس مطالبة المرأة أن تضيف إلي معاناتها الأصلية معاناة جلب

الرزق إلي البيت.

فما يجهله أو يتعمد تجاهله الكثيرين، أن خروج المرأة إلي سوق العمل لتسترزق حرمها

من أن تعيش بصفة كاملة أنوثتها، كيانها كزوجة و كأم و إنسانيتها و كونها صاحبة عقل و

ذكاء و رمز للجمال و الرقة. فاي كارثة هذه حلت بنا و نحن لا ندري حجم ما خسرناه

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

دائما كنت مقتنعة بما يلي :

مكان المرأة في حديقة تصفف الأزهار في مزهرية أو تسقي ورود أو أن تتحف والديها

الكريمين بإبتسامة أو مقاسمة جلسة شاي مع الزوج عند الغروب أو ملاعبة أطفال في

صباح جميل و التطوع مرة أو مرتان في الأسبوع لخدمة المجتمع كطبيبة أو استاذة  لا اكثر

و لا اقل. أما أن ترتدي المرأة لباس الرجل في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر لتغادر البيت

قبله و تركض وراء وسائل النقل لتزاحم الرجل بالرجل العامل أو الموظف الرجل لتكون في

مقر عملها علي الساعة الثامنة بوجه شاحب تغطيه طبقة من المساحيق، فتؤدي عملا

فيه إمتهان لجنسها اللطيف للفوز في آخر الشهر ببعض الدينارات فهذا لعمري الإستعباد

الحقيقي للمرأة...

متي سيدرك أصحاب القرار أننا كأمة مسلمة، لا بد أن يخضع فيها إقتصاد المعرفة و

الصناعة إلي معايير حفظ سلامة و توازن الأسرة و صلاح الرجل و المرأة علي السواء  ؟

فقد خلق الرجل لدور الإسترزاق و زود بكل القدرات في سبيل ذلك و خلقت المرأة لوظيفة

الزوجية و الأمومة و هي مفطورة علي ذلك و كيانها الهش و اللطيف لا يحتمل أن تسند

لها أدوار تقحمها في عوالم تمتهن وجودها و تقضي علي معالم أنوثتها و تضر بها صحيا و

تنهكها نفسيا...