عادة ما أتناول قهوة الصباح في حديقة البيت، أجلس و كل ما حولي أخضر، فأظل أتأمل هذا الإخضرار مسبحة بحمدي الله شاكرة له نعمه و أنا أبدأ يوم جديد مع منظر خلاب مثل هذا.

ثم أتذكر طفولتي التي قضيتها بين غابات الخيزران في اندونيسيا و أشجار الموز و أعود بذاكرتي إلي اللحظة الحاضرة الهاربة مني لأفكر في أحوالنا و كيف أضبط ساعات يومي لأجدوله بحسب إهتماماتي و إنشغالاتي. في نفس الوقت، ألاحظ في هدوء تام النباتات و الأزهار حولي و أنتبه إلي تفتح وردة وردية غامقة، حديثة العهد بحديقتي فقد زرعناها من حوالي عامين و هي جد نشطة، تسلقت الجدار و أطلت علي شرفة من شرفات البيت و في كل مرة تتحفنا بطلة ساحرة اي عدة وردات تتفتحن في نفس الوقت، سبحان الله و بحمده.

نظرة إلي دفتري، إلي الصفحة البيضاء و أكون في كل صبيحة قد أزحت من نظري أي شيء إلكتروني :

أول شيء أوليه إهتمامي واجباتي العائلية، و طبعا أعمال المنزل و آخر ساعة قبل 12 أي نصف النهار أكون في المطبخ أعد طبق اليوم.

بعد الظهيرة لا بد لي من مراجعة إلكترونية لمحتويات الموقع التي سأقوم بتحديثه يوم الخميس، فأختار اللغة التي سأتفرغ لبضع ساعة للكتابة بها.

و قد إكتسبت مع الزمن و كثافة التجارب و عمق الخبرات مهارة كبيرة في إحترام الجدول الزمني لمختلف مهامي، أنتقل من ساعة إلي أخري بعد ما أكون قد أنهيت نشاطي المقرر في الساعة السابقة.

و هذه مناسبة لأقول أن إنضباطي هذا في تحديد مضمون كل ساعة من اليوم يعود فيه الفضل إلي الله و من ثم إلي والدي الكريمين و أنا بعد في السابعة من العمر كنت أوزع وقتي بإنتظام بين دروس المدرسة، المراجعة، ساعة اللعب مع إخواني ثم تجوالي علي دراجتي التي فزت بها لإجتهادي في المدرسة ثم مقاسمة أبي و أمي جزاهما الله عني كل خير وجبات الغداء و العشاء و بعدها نجلس ليستمعوا إلي إنطباعاتي و مغامرتي كطفلة شغوفة بالحياة و فضولية لأبعد الحدود.