رفعت الصغيرة خديجة عينيها و رأت وجوه ثلاث رجال مترقبة، حابسين
أنفاسهم و قبل أن تمرر أصابعها الصغيرة علي أزرار الحروف قالت :"انتم
شهود علي بعضكم البعض إن لم تلتزموا بوعدكم فالمرة القادمة سأدعو
الله ان يعاقبكم إن لم تحرر فلسطين و ربي احبه و يحبني و يسمعني و
يستجيب لكل أدعيتي."
نظر الرجال الثلاث لبعضهم البعض و من شدة التأثر دمعت عيناهم و وضع
الرئيس الجزائري يده علي رأس الصغيرة "حفظك الله يا إبنتي أعدت لي
إيماني بجيل الغد الجزائري."لم تجبه و حررت نداء بليغ للرجال الجزائريين.
ربع ساعة بعد ذلك إتصل وزير الدفاع الجزائري مخبرا إياهم بأنه وقع فك
الحصار علي ثكنات الجيش الجزائري و عاد المواطنون الرجال إلي
أعمالهم و بيوتهم رويدا رويدا.
أهدي الرئيس الجزائري أب خديجة وسام الإستحقاق و الشجاعة و أما
خديجة فأهداها مصحف قرآن كريم و شاحنة شكولاتة و حالما غادر الأب
مع إبنته مقر الرئاسة إستدار الرئيس الجزائري لرئيس المخابرات الذي
سارع بتقديم إستقالته من منصبه و فورا عين شخص آخر أكثر تأهيل من
الأول و أستدعاه مع وزير الدفاع و معهما أعضاء مجلس الأمن الأعلي "لا
بد من وضع خطة لتحرير فلسطين لا مفر و إلا سيف دعاء خديجة ينزل
علي رؤوسنا."
فأبتسم رئيس المخابرات الجديد و ضحك وزير الدفاع :
-جيد سيدي سنكون في الإجتماع في الوقت المحدد و سنأتي لك
بخططنا.
وزيرة التربية تلقت بعد يومين إستدعاء، فمثلت محتارة أما الرئيس
الجزائري :
-نعم سيدي.
-الله يهديك بروفسور هادية مالكي، هل يعقل أن تلقنوا هذا الدرس في
مادة التربية الوطنية ؟
فأبتسمت وزيرة التربية و التعليم :
-هل يعقل سيدي الرئيس أن لا نلقن أطفالنا أبجديات النصرة الوطنية لقضايا الأمة المصيرية ؟
سكت الرئيس الجزائري مطولا ثم أعلن :
-طيب تستحقين علي هذه الإيجابة وسام و الحمد لله بفضل منظومتنا
التربوية لدينا جيل نعتمد عليه غدا حينما نموت نحن جيل ثورة 1 نوفمبر
1954.
إنتهي