يعرف أهل العلم المكتبة بأنها من أهم المعالم التي تدل على مستوى التقدم الحضاري و الثقافي لدى شعوب العالم، فهي كنز المعلومات الذي يحفظ تراث الأمة و تاريخها، و ما قدمه علماؤها للحضارة الإنسانية، و تضم المكتبات بين دفتي كتبها المرصوفة على رفوفها كميات ضخمة من المعلومات التي بإمكان أي شخص الاطلاع عليها.
أما أنواعها فهي تنقسم إلى تسعة أقسام أو أكثر نذكر أبرزها:
1- المكتبة الوطنية: و هي المكتبات التي تقوم الدولة بإنشائها، و يمنع إخراج الكتب منها و إعارتها، و يكون الإيداع القانوني فيها شرطا إجباريا يلزم به الناشر أو المؤلف، أو المطبعة، و التي يجب أن تزود المكتبة بعدة نسخ مجانية.
2- المكتبة العامة: و هي المكتبات التي توفر جميع أنواع الكتب للناس، و بإمكان أي شخص الدخول إليها، و قراءة أي كتاب موجود فيها دون أي قيد أو شرط.
3- المكتبة المتخصصة: و هي المكتبة التي تختص بنوع واحد من أنواع المعرفة، كالجانب الأدبي أو الجانب التاريخي أو العلمي أو الفلسفي أو أي جانب من جوانب العلوم الأخرى، و تكون هذه المكتبات تابعة لجهة معينة، و تكون النوع الذي تقدمه متعلقا بنشاط المؤسسة.
4- المكتبة المدرسية: و هي المكتبة المتواجدة في كل مدرسة، و تضم هذه المكتبة عددا من الكتب التي تتناسب مع المرحلة الدراسية للمدرسة و مناهجها.
5- المكتبة الخاصة: و هي المكتبات التي تقوم العائلات بإنشائها في منازلها، و يعد هذا النوع من أقدم أنواع المكتبات.
6- المكتبة الجامعية: و هي المكتبات التي تغطي كافة الاختصاصات التي تدرسها الجامعة، حيث تحتوي على كمية كبيرة من المصادر و المراجع التي تقدم الفائدة للطلاب.
7- المكتبة الفرعية: و هي المكتبة التي تساهم في توفير الخدمات الثقافية للباحثين الذين يجدون صعوبة في أخذ المعلومات من المكتبات العامة.
8- المكتبة المتنقلة: و هي عبارة عن مكتبة توضع في عربة تتنقل من مكان لآخر لتغطية الأماكن التي لا يوجد فيها مكتبات.
9- المكتبة الإلكترونية: و يعد التقدم التكنولوجي الذي شهده هذا العصر سبب ظهورها، و تعد من أسهل المكتبات استخداما و بإمكان الباحث الاستفادة منها متى ما أراد.
أما اليوم فسنتحدث عن المكتبة الخاصة، و المكتبة المدرسية لما فيهما من أثر كبير على الأسرة ككل و في هذا الباب بالذات يقول الدكتور عبد الكريم بكار في مقالة له تحت عنوان:” المكتبة المنزلية أسلوب حياة”، يقول:” المكتبة ليست فقط لتكمل ديكور المنزل و أناقته، بل هي جزء من تاريخ الأسرة، تبدأ صغيرة مع العائلة الصغيرة المكونة من شخصين، ثم تكبر مع ازدياد عدد أفرادها، و تختلف مواضيع كتبها باختلاف أعمارهم و اختياراتهم.
هذه المكتبة هي التي تربط أبناءكِ بعالم الكتب و المعلومات و اللغات؛ لذلك فإن اختيارك لما تحويه من كتب، و طريقة شرائها، و عرضها، هي سبب نجاح هذه العلاقة، و تطورها، بل هي سبب تكوين أسلوب حياة طفلك، حيث تظهر العديد من البحوث، و الإحصائيات نتائج و أرقام تشير إلى علاقة طردية بين حجم المكتبة المنزلية و نجاح الطفل الأكاديمي.
و يضيف قائلا:” و أخيراً فإن أقصر طريق لترغيب أبناءك بالقراءة و تكوين مكتبتهم الخاصة هو ممارستك لذلك أمامهم و جعله أسلوب حياتك؛ لما لها أثر كبير جداً على الأبناء، لأنهم عادة يحبون تقليد آبائهم و ممارسة الحياة على طريقتهم“.
فإذن المكتبة هي من الأساسيات التي يمكن أن يقتنيها المرء بمنزله، و يختزن فيها ثروة فكرية هامة يعول عليها في تمكين أبنائه و بناته من تنمية عقولهم، و تغذية أفكارهم، و توسيع آفاقهم، بما يجعلهم يتصدرون في مجتمعهم المكانة التي تليق بهم، و يضطلعون بأهم الأدوار فيه، و يكونون له هم البناة و الحماة، و القادة و الريادة، الذين يهدونه السبيل، و ينفون عنه الدخيل…
رابط المقالة :