طيبة القلب في اللغة: تعنى الطهر و النظافة والأمن و الخير الكثير، و الذي لا خبث فيه و لا غدر و من هذه المعاني نفهم المراد بالرجل الطيب، و الزوجة الطيبة، و البلدة الطيبة، و القول الطيب، و الذرية الطيبة، و الريح الطيبة، و الحياة الطيبة. و كلها معاني طهر و عفة و صفاء و نقاء، و هذا حال صاحب خلق (الطيبة).
أما عن الخبيث فقد قال الحكماء في تعريفه: (اللَّئيم كذوب الوعد، خؤون العهد، قليل الرِّفْد، و قالوا: اللَّئيم إذا استغنى بَطِر، و إذا افتقر قنط، و إذا قال أفحش، و إذا سُئِل بخل، و إن سأل ألحَّ، و إن أُسْدِي إليه صنيعٌ أخفاه، و إن استُكْتِم سرًّا أفشاه، فصديقه منه على حذر، و عدوُّه منه على غرر).
و إن العديد من الأحداث المؤلمة الدامية الإرهابية التي جرت عبر السنوات الماضية في كل بقاع العالم، تفرض علينا الكثير من التساؤلات المحقة، حول ماهية هذه الأحداث و من يقف وراءها فعليا، و الملفت للنظر أن مسرحها كلها العالم الإسلامي، و أصبح يشار إلى المسلم بالبنان، و روجت هذه الأحداث للحروب التي أكلت الأخضر و اليابس في بلدانه، و أعادت دوله إلى القرون الوسطى، في كل المجالات
و ما قام به الغرب ضد الأسرة العربية و المسلمة التي باتت تتحكم فيها الأمم المتحدة، خير دليل في عرف الأمم المتحدة، من يدفع يملك و يحكم، فالدول الأوربية و كندا و أمريكا هي التي تصيغ المواثيق الدولية الساعية لهدم نظام الأسرة العربية المسلمة، بغية إزالة كل العوائق و العقبات التي تقف في طريق العولمة، فتلك القوانين و الاتفاقيات ترمي إلى القضاء على قدرة المجتمع على مقاومة أي غزو خارجي، و الصمود في وجهه و التصدي له، و كذا ضرب الاستقلال السياسي للمجتمع و ذلك لعرقلة أي تنمية اقتصادية يمكن أن تتحول إلى رافعة تساعد المجتمع على تغيير أوضاعه السلبية و تجاوزها، و الأخذ بيد المجتمع نحو ما يصبو إليه من تقدم و ازدهار.
كما أنها تريد للأسرة المسلمة التي تحمل كل معاني الحب و الإخاء و التضافر و التلاحم فيما بين عناصرها، أن تكون على شاكلة الأسرة الأوروبية التي حرفت دينها، و جعلت من أبنائها باسم الحرية يحيون في فوضى لا ضابط لها، و لا يعرفون أين تبدأ الحرية و أين تنتهي.
في حين أنهم هم أنفسهم يعانون اليوم و بشدة من تحلل النسيج الأسري، و تفسخ الروابط بين أفراد أسرهم، كما اكتشفوا أن إطلاق الحرية الجنسية و الانحلال الأخلاقي و الشذوذ قد سببت لهم مشكلات خطيرة في مجتمعاتهم، و كونهم يريدون فرض نظمهم علينا، فمعناه أن قلوبهم مملوءة حقدا على الإسلام و المسلمين، و ما يستخدمونه من ضغوط ضدنا لتطبيق و تنفيذ هذه الاتفاقيات ما هو إلا مؤامرة ضدنا.
و هذه الدكتورة صفية الودغيري تحذرنا من الانسياق وراء كل التأثيرات الوافدة التي يمكن أن تضلل عقولنا و تفسد تفكيرنا و تشوه وعينا فتقول: “الزمن لا يغيِّر الحقيقة و يحوِّلها لوهم، و لا الوهم لحقيقة، بل هي أفكارنا تنمو بأرحام عقولنا، و تولد و تتغذَّى من دمائنا و تتنفس نسيم هوائنا، و تنمو و تنضج، و الأحداث تتغيَّر، و المواقف لا تستقر على حال، و الستارة تنزل و ترتفع، و الموج يعلو و ينخفض، و نحن بين مدٍّ و جزر، و بُعْد و قُرْب، و فهم و جهل، فتعمى عنَّا الحقيقة تارة و نبصرها تارة أخرى، و تولد بداخلنا فكرة و تموت فكرة، و ترتدي لكلِّ مرحلة ثوبها، و تنطق بلسانِها، و تترجم لغاتها و تفُكُّ ألغازها، و تكشف أسرارها. ..
من نقطة أفكارنا و انشغالاتنا نترجمها إلى أفعال على أرض الواقع، بالعلم الذي نكتسبه، و بالتجارب التي تجعلنا ننضج لتترجم إلى حقائق ايجابية و فعالة، و هذا ما يحتاجه الوطن العربي المسلم اليوم فعلا، نعم إنه يحتاج إلى الوعي و الذكاء و العمل و التلاحم و التضافر فيما بين شعوبه و دوله حتى يتمكن من تفويت الفرصة على المتربصين للانقضاض عليه…
و ما يحتاج إليه أكثر هو: أن يتيقظ للقوانين التي تقترح عليه، و الاتفاقيات التي يجر إليها جرا، و التي لا هدف آخر لها، إلا إضعاف لحمته، و تشتيت شمله، و كسر شوكته، و خاصة تلك التي تخص أحكام الأسرة و الطفل، أو التي تتعلق بالأقليات العرقية و الدينية، إذ أن من أهم ما ترمي إليه، هو إثارة الاحتراب الداخلي في المجتمع الواحد، ليغدو فريسة سهلة لا يتطلب الإجهاز عليها مشقة، و لا يكلفه القضاء عليها مجهودا يذكر…و إذن علينا أن نتحلى دوما باليقظة، و نلزم الحذر، حتى لا نكون وقودا لحروبهم، أو أدوات لملء خزائنهم و جيوبهم…
الرابط : https://elbassair.org/7358/