لاشىء في الكون اسمه الحدوث الفورى و اللحظي .. كل شىء في الكون يحدث بتراتبية و تراكبية عميقة تستغرق وقتا ، وكي نلحظه يحتاج صبرا و هدوء و حكمة ..
ليس هناك شىء اسمه العقوبة الفورية ، و ليس هناك شىء اسمه الثواب الفوري .. كله يحتاج صبرا و تأن و امتحانا و اختبارا .. ليس في الكون شىء اسمه تغيير فوري و عاجل لظروف الحياة ، كل شىء يجب أن يمر بالقانون الكوني للمادة و الأشياء، حتى في الدعاء و الرجاء من الله سبحانه، فالله سبحانه يسمع كل الدعاء و يستجيبه, أو يأجر عليه أو يؤخره إلى الآخرة حيث الثواب الكبير لكنه في استجابته سبحانه يجعل حركة الكون تسير باتجاهه حتى يتحقق .. و هذا فعل القوي المتعال سبحانه .. هذا ليس معناه أن أمر الله سبحانه لا يتحقق بالفور، بل أمره يتحقق بمراده و بقوله " كن " .. فيكون " ... لكن الحكمة الإلهية تجعل الأمور تسير في طريق مرسوم حكيم يحتاج ثقة في الحكيم الخبير ..
إذا أردت أن تعرف ذلك على حقيقته فانظر خلفك للحياة بعد وقت و بعد سنين و بعد فترات قد اعتمل فيها قانون الكون ... ستجد كل الوعود متحققة و كل العهود منجزة .. بالطبع هناك تنفيذات فورية تحصل و معجزات لحظية تصيب، يستجيب الله سبحانه فورا لعبيده المضطرين ، و يعاقب الله فورا بعض عبيده المجترئين .. لكنها معجزات قليلة تخرق قانون الكون و تحصل بأمر الله تذكيرا و تحذيرا .. الاستعجال ليس من الحكمة في شىء, و ليس موافقا لقانون الحياة، بل الصبر، و الرضا، و المثابرة، و الدعاء، و الرجاء، .. فيا كل من له رجاء أو أمل, او مطلب من ربه أو مظلمة أو حاجة، ثق في الله، و استعن بالصبر، و فوض أمرك للحي القيوم يحصل مرادك و يدور الكون في فلكك .. و لكنكم تستعجلون ..