أكرمني الله عز و جلّ في غضون الأيام الماضية أن شاركت في فعاليات المؤتمر الأول لرابطة شباب لأجل القدس من 03 إلى 07 سبتمبر 2013 بالجزائر العاصمة، كمشارك متعلم متتلمذ.
و الله رأيت العجب...ليس من ناحية العَدد، و لا من ناحية العُدد، و لا من ناحية المظاهر الخداعة و البهرجة البرّاقة و التزيين المضلل.
و لكني رأيت العجب من قيمة الشباب الذين ارتقوا بأفكارهم و تساموا بأخلاقهم و كانوا أفضل من اتّسم بآية " يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
رأيت العجب من الإصرار على فكرة التحرر و نظرية الصمود، و من التشبث بالعمل لأجل قضية غابت عن الكثيرين أنا لا أعني القضية الفلسطينية بصفة عامة و لكن أعني قضية المدينة المقدسة و المسجد المبارك و ما حوله بصفة خاصة.
رأيت العجب من وضوح الرؤية و بروز الأولويات و عمق الوعي عند هؤلاء الرجال حقا و النساء صدقا، و استجلاب أفراح التاريخ و أتراحه ليبنوا بها الواقع و يقوّموه .
لقد استخلصت من رحلتي هذه " إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى ".
زدناهم هدى، لأنهم عرفوا القضية المركزية و مربط التحدّي و عين الصراع و أساس التدافع.
هم الرجال في وقت عزّت فيه هذه الصفة و ضؤلت فيه هذه العملة و قل المتّسم بهذه السمة العالية الغالية.
هم الأفذاذ الذين ضحوا بالوقت من أجل القضية، و ضحوا بالمال من أجل الفكرة السامية، و ضحوا بالراحة من أجل الجدّ و تحمّل المسؤولية.
هم الأبطال الذين تحسب منهم الرجل و النساء بألف، و هذا لسبب وحيد هو أنهم عرفوا هدفهم فوعّوا الناس به و نشروا فضله و أهميته و أهملوا للدفاع عنه و التمكين له كل الملذات الملهيات المثبطات.
من المحاسن المشجعات أنهم لا ينتمون إلا لقضيتهم التي يجاهدون من أجلها، و لا يخضعون إلا لمصلحة القضية و الإيجابيات التي يجنونها لأهل الحرم المغتصب من توعية للناس و تعريفهم بمعاناة إخواننا و غرس هذه المعاني في نفوس الناشئة الصغار و النساء ربّات البيوت و الرجال الكبار.
لقد نذر كل فرد في هذه الرابطة و كتب على نفسه " أنا وقف لقضية المدينة المقدسة و الحرم الأقصى ".
و قد يلومني لائم و يقول: لقد غلوت فيهم كثيرا فأقول " ليس الخبر كالمعاينة " و أذكر ب:
دع عنك عذلي يا من كنت تعذلني لو كنت تعلم ما بي كنت تعذرني
فهنيئا لي أني تعرفت على أمثال هؤلاء، و شكر الله لكل من ساهم و شارك و دعا و شجع و أكرم و ساعد و هنأ و مارس معنى " لا تحقرن من المعروف شيء و لو أن تلق أخاك بوجه طلق ".
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.